×

مهنة التسوّل تغزو شوارع صيدا وتربك المواطنين

التصنيف: Old Archive

2011-04-27  09:15 ص  1648

 

 

ثريا زعيتر
التسول كلمة باتت تتردد على مسامع أبناء مدينة صيدا، بعدما انتشرت ظاهرها بشكلٍ لافت وكثيف لم يسبق له مثيل منذ مدة طويلة، إذ لا يخلو شارع من المدينة إلا وترى المتسولين ينتشرون فيه، على أنّ اللافت أنه بات يتخذ أشكالاً مختلفة عن الماضي، فلم يعد المقعد أو الضرير أو الفقير وحده المتسول، بل باتت إمرأة أنيقة تقف عند مدخل أحد الأبنية وتعرض بطريقة مهذبة، وصفة طبية طالبة للمساعدة، ولم يعد المتسول الذي يمد يده للمارة أو عند تقاطع الإشارات وهو على كرسي مقعد، بل بات المتسول، يمسح زجاج سيارات المارة، بينما آخرون يبيعون العلكة أو الخرز أو كُتيّب أدعية··
لواء صيدا والجنوب توقف مع هذه الظاهرة المستفحلة يوماً بعد يوم وتحدث إلى بعض المتسولين··
إستأثر إستفحال ظاهرة التسول على اهتمام المسؤولين في المدينة ونحن على أبواب فصل الصيف، وما يمكن أن يسببه من إزعاج لأبناء المدينة والمتنزهين والمصطافين والسياح العرب والأجانب الذين يقصدون المعالم الأثرية والسياحية فيها، خصوصاً بعدما تأكد أن هؤلاء المتسولين هم من غير نسيج المدينة، بل من خارج حدودها، وهم يوفدون إليها نهاراً ويغادرونها مساءً، ويعتمدون أسلوباً منظماً في تنقلاتهم تتخذ شكل المهنة، لا طلب المساعدة بسبب الحاجة والفاقة والفقر
·· بائعة العلكة
بحركة خفيفة، تنتقل وفاء الجمل (8 سنوات) بين سيارة وأخرى قرب المقاهي الشعبية قبالة قلعة صيدا البحرية، تبيع العلكة وهي تنادي على زبائنها عند الكورنيش البحري، تقول: والدي متوفٍ، وأنا أسكن مع أهلي في منطقة الزهراني، كل يوم أحضر الى صيدا مع كثير من أترابي بواسطة <بيك آب> كي أبيع العلكة، وأحياناً يكون الربح 5 آلالف ليرة لبنانية أو أكثر حسب الرزقة·
وتابعت: الأوضاع الإقتصادية الصعبة، هي التي دفعتني الى العمل <بائعة جوالة> كثير من الناس يفهمون مهنتنا خطأ، نحن لسنا متعلمين، وبالتالي ماذا نعمل، وبحاجة الى مال كي نعيش مع العائلة المؤلفة من 4 صبيان و5 بنات، رغم أن بعضهم يعمل في القهوة والبعض الآخر يعمل في البويا - طلاء الأحذية·
وختمت وفاء: هذه المهنة رزق كل يوم بيومه، ولكن للأسف نحن في تراجع مستمر، نزلت الى ميدان العمل منذ عام تقريباً، وكان عمري 7 سنوات·
بائعة الخرز
على بعد أمتار قليلة، تقف جهينة العلي (10 سنوات) لتبيع الخرز و<العلاقات> الزرقاء في مساحة اتفق البائعون عليها، بحيث لا يتعدى الواحد منهم على <رزقة الآخر> وفق مجموعات منظمة·
وتقول: أشتري دزينة الخرز بـ 5 آلاف ليرة لبنانية، وأبيع الواحدة منها بألف ليرة لبنانية، لقد مضى على عملي في هذه المهنة عام تقريباً، بعدما وفدت من الشام، حيث يعيش أهلي، وأُقيم في الوقت الحاضر عند بيت عمي في الزهراني، كي أعمل وأوفر بعض المال وأرسله الى أهلي، فنحن عائلة مؤلفة من 6 صبيان و4 بنات وهم لا يعملون لأنهم صغار، بينما أختي الكبيرة متزوجة، ووالدي يعمل في مهنة تركيب الأسنان، وأمي في المنزل، ونحن نتنقل كل فترة من بلد الى آخر·
وأشارت جهينة <كنت أتمنى أن أُكمل علمي وأعمل في مهنة آخرى، ولكن الرياح تجري عكس ما تشتهي السفن، وهذه المهنة تفتحت عيوننا عليها، وهي أشبه بالوراثة في العائلة، صعب على أي فرد منها أن يتجاوزها>
ماسح الزجاج
وفي شارع آخر في صيدا، وتحديداً عند تقاطع <الإشارات> عند مستديرة حسام الدين الحريري - دوار إيليا، يتصبب الفتى أحمد المصطفى (12 عاماً) عرقاً، وهو يسارع في مسح زجاج احدى السيارات أو يبيع قناني من المياه المعدنية، ليكسب قوت رزقه اليومي·
يقول أحمد: كل يوم أقف تحت أشعة الشمس الحارقة عند غروبها، أنها مهنة صعبة على عكس ما يظن الكثيرون، نقف طوال ساعات النهار على قدمين، دون استراحة ولا نكسب إلا بضعة آلاف من المال، ولكن في نهاية المطاف، أفضل من أن أصبح عاطلاً عن العمل·
وأوضح أحمد <أقف اليوم هنا، وغداً في شارع آخر، وبعد غد في منطقة أخرى، أسعى وراء رزقي اينما كان في لبنان أو بلد آخر، لا تمنعنا حدود أو جغرافيا>·
إستياء صيداوي
وإزاء هذا، لا يخفي الكثير من أبناء مدينة صيدا استياءهم من انتشار ظاهرة التسول في شوارع المدينة، وفي كثير من الأحيان بشكل <مقزز>، إذ يركض المتسول وراء الإنسان في الشوارع طلباً للمال، بإلحاح حتى الإحراج، فيما تتخذ بعض المظاهر أشكالاً مخلّة بالآداب العامة تحت هذا الستار، وفي كل الأحوال فإن المطلوب من السلطات الرسمية والأمنية والبلدية أن تضع حداً لهذه الآفة الخطيرة

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا