×

عندما بكى الرئيس جمال عبد الناصر

التصنيف: سياسة

2011-05-05  10:00 ص  2164

 

 

مساهمة:محمد مجذوب
لن يغيب عن قلوبنا أبا خالد ولا عن عقولنا, فالصمت الذي تركه في عقولنا وقلوبنا هو من كسر حاجز الخوف عند الشعوب العربية وأخص بالذكر الشعبين المصري والتونسي .
كنت أتصفح أحد المواقع الإلكترونية التي تتحدث عن الرئيس جمال عبد الناصر وهو ينبض بالحياة على الانترنت .
توقفت أناملي عن نقل الصفحة عندما رأيت هذا العنوان :"عندما بكى الرئيس جمال عبد الناصر".
تأثرت كثيراً عندما قرات المقال ولم أقدر على تكملة قراءته لان الدمع تغرغر في عيوني , وقلت ياليتك على قيد الحياة لكي ترى حصاد مازرعة .
مما جاء في المقال :
لم يسبق في تاريخ الدبلوماسية العالمية أن بكى رئيس جمهورية وهو يتقبل أوراق اعتماد أحد السفراء . فحين عادت العلاقات
 بين سورية ومصر بعد الإنفصال البغيض تمت مراسم تقديم أوراق إعتماد السفير السورى فى القاهرة وأختير الأديب والمترجم الكبير والدبلوماسى القومى الدكتور سامى الدروبى سفيرا لسوريا فى مصر، وكان الدروبى من أشد المحبين لعبد الناصر والمؤمنين بنبل أفكاره وسمو غاياته من أجل الأمة العربيةلذا قرر أن يلقى كلمة أمام الرئيس عبد الناصر . وفي صوت متهدج تغمره العبارات ويظلله



جلال الموقف وحلم الوحدة التاريخى. قال الدكتور سامي الدروبي للرئيس جمال عبد الناصر : إذا كان يسعدني ويشرفني أن أقف أمامكم ، مستشرفاً معاني الرجولة والبطولة فإنه ليحز في نفسي أن تكون وقفتي هذه كوقفة أجنبي ، كأنني ما كنت في يومٍ مجيد من أيام الشموخ مواطناً في جمهورية أنت رئيسها ، إلى أن استطاع ... الاستعمار متحالفاً مع الرجعية أن يفصم عرى الوحدة الرائدة في صباح كالح من أصباح خريف حزين يقال له 28 أيلول ، صباح هو في تاريخ أمتنا لطخة عار ستمحى ، ولكن عزائي عن هذه الوقفة التي تطعن قلبي يا سيادة الرئيس والتي كان يمكن أن تشعرني بالخزي حتى الموت ، إنك وأنت تطل على التاريخ ، فترى سيرته رؤية نبي وتصنعه صنع الأبطال قد ارتضيت لي هذه الوقفة ، خطوة نحو لقاء مثمر بين قوى تقدمية ثورية ، يضع أمتنا في طريقها إلى وحدة تمتد جذورها عميقة في الأرض فلا انتكاس ، وتشمخ راسخة كالطود فلا تزعجها رياح .
ذلك عزائي يا سيادة الرئيس وذلك شفيعي عندك ، وشفيعي عند جماهير أمتنا العربية التي لا تعترف بالانفصال إلا جريمة وشفيع من ندبوني لهذه الوقفة ثواراً شجعاناً يقفون في معركة النضال العربي الواحد على خط النار ويؤمنون بلقاء القوى الثورية العربية لا بديلاً للوحدة بل خطوة نحوها.
وبعد أن ألقى السفير كلمته سلم أوراق الاعتماد إلى الرئيس عبد الناصر فتسربت الدموع إلى مآقي الحاضرين وكان الموقف يحفه جلال ما بعده جلال يثير في النفوس حلو الذكريات ومرها وعظم التجربة الرائدة وما انتهت إليه ... وبكى عبد الناصر وكل من حوله ... بكى علي صبري وبكى وزير الخارجية محمود رياض وبكى أمين القصر الجمهوري صلاح الشاهد وبكى الفريق سعد الدين المتولي كبير الياوران ، وساد الصمت الحزين ,وغالب الرئيس عبد الناصر دموعه و تكلم بصوت حزين تخنقه العبرات وقال : يسعدني أن أستقبلكم في الجمهورية العربية المتحدة لا كأجنبي ولكنني أستقبلكم كابن من أبناء الأمة العربية التي هي أمة واحدة . فتلك حقيقة تاريخية واقعة.
إن الشعب العربي في مصر يكن دائماً الاعتزاز والتقدير للشعب العربي في سورية . والشعوب في نضالها نحو أمانيها قد تنتصر مرة وقد تصيبها النكسة مرة . لكن إصرارها على تحقيق رغبتها يحرز دائماً الانتصار في النهاية . و إن الأفراد مآلهم إلى الزوال دائماً أما الشعوب فهي الباقية على نضالها لتحقيق أمانيها وأهدافها .
وأرجو أن أحملكم تحياتي وتمنياتي إلى الأخ الرئيس وإلى الحكومة وإلى الشعب العربي السوري
.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا