×

خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ ماهر حمود من على منبر مسجد القدس - صيدا

التصنيف: سياسة

2011-05-06  05:06 م  1390

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي
يوزع على الإعلام ويلقى في خطبة الجمعة
بتاريخ 3 جمادي الأخيرة 1432 هـ الموافق له 6 أيار 2011 م
انه لمن المؤسف أن يتسابق سياسيون وإعلاميون في وصف أسامة بن لادن بأنه مجرم وقاتل وما إلى ذلك، يهدفون من ذلك إرضاء الأميركي وربما الإسرائيلي ، دون أن يتموا الصورة الحقيقية ليأكدوا مثلا ، على الأقل ، ان فعل أسامة بن لادن كان ردة فعل على الجرائم الأميركية في بلادنا وعلى دعمها للعدو الصهيوني وجرائمه المتكررة والدائمة ، ولم يكن البادئ ولم يكن لتظهر منه هذه العدوانية تجاه أميركا لولا جرائمها المتمادية التي ترتكبها بحق شعوبنا بشكل مباشر أو عن طريق الإسرائيلي أو عن طريق بعض الحكام الموالين لها .
وان التقويم السليم لما فعله بن لادن يجب أن يكون بقراءة المشهد كله لا باختزاله ، خاصة عندما يصل احدهم ليقول مثلا أن مقتل بن لادن هو نهاية للعصر الذي يرتكب المجرم فيه جريمته ثم لا يحاسب !. نقول لهذا الفيلسوف : من سيحاسب أميركا على جرائمها وإسرائيل ؟ ، وهل هو "المجرم" الوحيد حتى ينتهي بقتله العصر الذي لا يحاسب فيه المجرم على جريمته ... ؟ .
لقد شعر الجميع للوهلة الأولى ، ودون استثناء يذكر ، في اللحظات الأولى ، من حوادث "أيلول 2001" مثلا ، أن شيئا من حقنا على أميركا قد وصل لنا شيء بسيط جدا من حقنا ، ولكنها كانت المرة الأولى التي نشعر فيها أن واحدا منا وجه صفعة للولايات المتحدة الأميركية بعد آن أذاقتنا الويلات لا الصفعات فقط... صحيح انه بعد فترة أصبح الجميع يحسب الحسابات ويقول لقد جر علينا هذا العمل الخراب ، وبرر لأميركا غزو أفغانستان وغزوة العراق ... الخ ، صحيح لقد استيقظ العقل كما الفقه بعد تلك الضربات الموجعة لأميركا ، فهل ينبغي دائما أن يكون ميزاننا العقل والفقه ، ألا يحق لنا لمرة مثلا أن يكون مقياسنا فقه الواقع .. فقه الواقع يقول قتلت أميركا مباشرة أو بالواسطة ، الأطفال والمدنيين ، وروّعت وشردت مئات الآلاف وزورت التاريخ ونهبت الثروات .. بأي ميزان قامت بهذه الجرائم ؟ بميزان العقل آو الفقه أو حقوق الإنسان أم بماذا ؟ ، ألا يحق لنا أن نستعمل مقياسها لمرة واحدة فنقول فلنفعل بها كما تفعل بنا ، ويؤيدنا بذلك جزء من آية من كتاب الله : {... فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ...}البقرة194 ، إننا نفعل بهم كما يفعلون ، فأين الخطأ ؟ ، سيقولون هو اختلاف ميزان القوى ، نقول قد نتفوق عليهم بشجاعتنا وإيماننا ... الخ .
ثم الم تقم أميركا وبريطانيا وغيرهما بقتل آلاف المدنيين في هيروشيما وناغازاكي وفي برلين وفي ايطاليا وبولونيا ، سيقولون إن هذا كان ردة على جرائم هتلر وحلفائه ، سنقول لماذا مسموح لكم أن تقوموا بردة فعل محمودة وتبقى ردة فعلنا مدانة ؟ ، فسيقولون ان اتفاقات جنيف وشرعة حقوق الإنسان جاءت بعد ذلك ، لنا الحق أن نقول أن شرعة حقوق الإنسان لا تطبق علينا ولا اتفاقات جنيف ، ألا يحق لنا أن نعتبرها غير موجودة من حيث أنها لا تطبق علينا ؟ ، ثم لنقل ألا تمجدون انتم في الغرب روبن هود الذي يسرق من الأغنياء لبعض الفقراء ، ومن جديد احتفلت (أوروبا) بواحد جعلته قديسا ، لأنه فعل مثل روبن هود ، إذن الغاية عندكم تبرر الوسيلة ، لماذا لا تقبلون هذا من بعضنا .
هذا ليس فقهنا ، ولكنه فقهكم وموقعكم ، فاسمحوا لنا أن نطبقه مرة عليكم . هذا المنطق الذي سنواجه به الذين يدينون أسامة بن لادن دون أن يضعوه في الظروف التي أوجدته كما تقول النظريات العلمية ، كنظرية (دوركهايم) وغيرها ... ولكنه الخوف والجهل والتعصب الذي يمنعهم من قول الحقيقة كلها ، وان نصف الحقيقة أحيانا يماثل الكذب وشهادة الزور ، وقد يتفوق عليهما

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا