×

نص الكلمة التي القاها الاستاذ بسام حمود

التصنيف: سياسة

2011-05-08  02:15 م  998

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغرّ المحجلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين...
 
أيها الحفل الكريم
باسمي وباسم إخواني في الجماعة الاسلامية وباسم كل الصيداويين واللبنانيين أتقدم منكم ومن الشعب الفلسطيني الصابر في الداخل والشتات بأسمى آيات التهنئة بهذا الانجاز التاريخي المشهود، هذا الانجاز الذي من المفترض والمأمول أن يكون تصحيحاً للمسار وركناً مهماً من أركان القضية ورافداً أساسياً من روافد دعم مسيرة التحرير والعودة إلى فلسطين بإذن الله.
بمثل هذه المقدمة وهذا الكلام سيستفتح أي خطيب وأي متكلم كلامه ليس من باب المجاملة والمحاباة، بل من باب الفرح والسرور والغبطة بهذا الانجاز الذي انتظره جمهور العرب والمسلمين الذين لا زالوا يؤمنون بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة، وبأننا مهما اختلفنا ومهما تباينت رؤانا حول العديد من القضايا فإن فلسطين يجب أن تجمعنا، ومن هذا المنطلق ومن باب أولى يجب أن تجمع أبنائها الذين هم أبناء القضية وحماتها وحاملي لواء التحرير ورأس الحربة في مشروع العودة وحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
 
 
أيها الاخوة والأخوات
لقد انطلق قطار الثورات العربية المباركة التي أعطت التباشير بتغير وجه المنطقة واعادتها الى أصالتها في تبني قضاياها والدفاع عن حقوقها وفي ادارة الصراع مع الهيمنة الامريكية والاحتلال الصهيوني ايماناً بقدسية مطالبها بعيداً عن التلطي خلف الشعارات الزائفة والخطابات الرنّانة وكان أول الغيث هذه المصالحة التي تمت برعاية القيادة الجديدة للشقيقة الكبرى مصر التي عادت الى حضن الأمة بعد الثورة المباركة فيها.
لقد حاول البعض ولا زال تعميم فكرة المؤامرة على أي تحرك أو انجاز تحققه شعوبنا العربية والاسلامية ومفادها ان هذه الثورات هي من تدبير الادارة الامريكية وكأن شعوبنا أصبحت عاجزة عن التفكير فضلاً عن التغير، والحقيقة أني أجزم أن أحداً بما في ذلك واشنطن لم يتوقع مطلقاً هذه الثورات التي خرجت من معاناة الشعوب ومن سنوات الظلم والاضطهاد والاستبداد وكبت الحريات والشعور بالمذلة والهوان.
وأظن أنها لم تكن تتمنى أن تقوم هذه الثورات في العالم العربي لأنها تدرك أن حركة الشارع العربي معادية لها وللكيان الصهيوني لأن هذا الشارع هو نفسه الذي احتج على غزو العراق وسياسات الاحتلال والتمزيق فيه، وهو نفسه الذي احتج على العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006، وعلى غزة أواخر عام 2008، وهو الشارع الذي يدين دعم واشنطن لجلاديه من الحكام الظلمة، كما يدين أن يستمد الحاكم العربي شرعيته من رضا واشنطن والغرب وليس من صناديق الاقتراع، لأن مما يُقمع الشعب من أجله هو مساندته للقضايا العربية والاسلامية العادلة التي تقف فيها الادارة الامريكية والكيان الصهيوني في موقف الفاعل الظالم.
لقد كان من تباشير الحراك العربي هذه المصالحة المباركة في فلسطين والتي باركها كل حرّ في العالم والتي نتمنى بعد انجاز التوقيع على الورقة المصرية وعلى ورقة التفاهمات حول التحفظات ان ننطلق الى مرحلة التنفيذ بنفس الحرص والاصرار لترجمة ما تم الاتفاق عليه بمسؤولية عالية تشكل نكسة لكل المراهنين على فشل المصالحة أو أولئك الذين مارسوا الابتزاز السياسي في محاولة لتعطيل عجلة الاصلاح الذي جاء استجابة للمصالح الاسلامية والعربية والفلسطينية العليا ولتعزيز الثقة وبناء الوحدة الوطنية باعتبارها السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
 
أيها الاخوة والأخوات
صحيح أن المصالحة المباشرة تمت بين الاخوة في حركتي فتح وحماس إلا أن المطلوب هو وحدة وطنية كبرى، وبناء منظومة تحرك متفق عليها مبنية على رؤية سياسية فلسطينية مشتركة تحدد وجهة الصراع وآلياته على كل الجبهات العسكرية والسياسية والدبلوماسية من أجل تحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني.
كما يجب أن تنعكس تلك المصالحة على الأوضاع هنا في لبنان من أجل تشكيل مرجعية موحدة للشعب الفلسطيني تستطيع أن تحاور الحكومة اللبنانية وتطالب بقوننة الحقوق المشروعة للفلسطينيين في لبنان لكي يتفرغ لمشروع نضاله في ظل الوحدة وصولاً الى العودة بإذن الله.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا