×

الغرفة السوداء" من مارون الراس إلى القنيطرة

التصنيف: سياسة

2011-06-09  11:20 ص  781

 

 

أنيس محسن
أثار ما حدث يوم الأحد الماضي، 5 حزيران في الجولان السوري، وحجم الضحايا الذين سقطوا اذ بلغ 23 شهيدا ومئات الجرحى، مشاعر أسى في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وأثار تساؤلات عمّا كان يمكن أن يحدث لو لم تستدرك القيادات السياسية والشبابية الفلسطينية، الأمر وتتخلى عن الدعوة الى مسيرة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وما رفع منسوب الأسى لدى فلسطينيي لبنان، عمليات القتل التي حدثت عقب تشييع بعض الشهداء في مخيم اليرموك قرب دمشق الإثنين الماضي، وعلى أيدي فصيل فلسطيني، علما أن الإتهامات التي وجهت ضد بعض الفصائل باستثارة مشاعر الشباب وقيادتهم الى الموت لمصالح ليست فلسطينية، يشترك بها الفلسطينيون في كلا البلدين.
ويوضح قيادي شبابي شارك في التحضير لمسيرة "العودة" في 15 ايار الماضي وفي الاجتماعات التي سبقت 5 حزيران الجاري، أن "غرفة سوداء" كانت تعمل بمعزل عن المنظمات الشبابية، "وتمكنت القيادات الشبابية بعد اجتماعات محدودة، من دفع القوى الإسلامية الفلسطينية وحزب الله إلى كشفها والعمل بالتالي في فضاء رحب".
ويقول القيادي الشبابي الفلسطيني، وهو من أنصار أحد فصائل "منظمة التحرير": "طلبنا من الطرف الآخر أن يحدد لنا من سيمول المسيرة ولماذا، قبل ان نوافق على أي شيء، وبعد اخذ ورد، اعترف القياديون الشبابيون ذوي المشارب الإسلامية، أولا بأنهم ينتمون الى الفصائل الإسلامية الفلسطينية، وثانيا أن الممول هو "حزب الله".
ويتابع: "مكننا الكشف عن مصدر التمويل الى الانتقال، كقوى شبابية تابعة او تدور في فلك فصائل منظمة التحرير أو مستقلة، الى مرحلة ثانية، وهي محاولة الحؤول دون تمكين الطرف المقابل، الفلسطيني واللبناني، من تجيير التحرك لمصلحة ذاتية أو اقليمية، فجرى الاتفاق على سلسلة من الاجراءات، مثل ضرورة وجود عناصر انضباط، اصر الإسلاميون و"حزب الله" ان تكون بعهدة الحزب، والاكتفاء عند افتتاح المهرجان في مارون الراس بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وعدم القاء خطب ممكن ان تدفع الشبان الى القيام بعمل متهور". لكن المصدر الشبابي، يشير إلى أن "كل ما اتفقنا عليه لم يتم الإلتزام به، فافتقدنا عناصر الإنضباط علما اننا كنا طالبنا ان يكون الانضباط من مختلف الفصائل والاحزاب المشاركة، وقبل ان نصل الى مارون الراس كانت المنصة قد امتلأت برجال الدين الذين عملوا على تعبئة الشبان وصولا الى الدعوة الى الجهاد، الأمر الذي احدث انفلاتا لم يكن بمقدور قوة صغيرة من الجيش اللبناني، مثل تلك التي تواجدت في الموقع، من السيطرة على الموقف".
وعلى هذا الأساس، يضيف، أن "ما جرى في 15 أيار تم استدراكه والتنبه له في 5 حزيران حيث كانت النيات واضحة لدى البعض بتوريط الفلسطينيين بصدام مع الجيش اللبناني، وقد انضمت حماس الى المتوجسين من اي نشاط حدودي في 5 حزيران وبالتالي كان النشاط محكوما بالإلغاء حتى قبل ان يعلن الجيش اللبناني جنوب الليطاني منطقة عسكرية، اذ كان القرار اتخذ برفض التورط الفلسطيني في اي مواجهة، خصوصا مع الجيش اللبناني".
ويؤكد قيادي فلسطيني شارك في اجتماعات لجنة المتابعة الفلسطينية ـ اللبنانية، وجود "الغرفة السوداء" واستشعار القوى السياسية والشبابية على حد سواء بما كان يخطط له، ويقول انه سأل: "5 حزيران مناسبة عربية، وليست فلسطينية فقط، فلماذا لا يكون الحشد لبنانيا ونحن نشارك فيه، فهناك ارض لبنانية محتلة في شبعا وتلال كفر شوبا.. لكن أحد لم يقدم جواباً".
ويلفت قيادي فلسطيني رفيع المستوى الى أن قرار عدم المشاركة في مسيرات 5 حزيران كان اشمل من لبنان، وقد اتخذ على مستوى لبنان وسوريا، متسائلا: "من حرك بالتالي تظاهرات الجولان ولمصلحة من، ومن يتحمل مسؤولية الدم الذي هدر بلا جدوى، ومن يتحمل كذلك ما جرى في مخيم اليرموك عقب ذلك"؟.
ويخلص القيادي الفلسطيني الى التأكيد أن "الغرفة السوداء كانت ممتدة من مارون الراس الى القنيطرة، وفيما تنبهت الفصائل الفلسطينية للأمر في لبنان، وقع البعض الآخر في سوريا في الفخ، فخسر هو، ولم يربح النظام السوري الذي فقد حياد مخيمات سوريا في الأزمة الدائرة، ولم يغطي الدم الفلسطيني المهدور في الجولان واليرموك، الدم السوري الذي يهدر ايضا في مكان بعيد عن دائرة الصراع العربي - الإسرائيلي".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا