×

للمرة الأولى يجري مراجعة نقدية لكل قطاعاته

التصنيف: سياسة

2009-09-14  12:38 م  1759

 

 

جمال الغربي
تتجاوز الورشة الكبيرة التي باشرها رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد داخل التنظيم والتيار الوطني في صيدا عملية إجراء مقاصة لنتائج الإنتخابات النيابية في مدينة صيدا لتصل إلى حدود إعادة التأسيس وهيكلة عمل التيار والتنظيم في المرحلة المقبلة إنطلاقاً من ما أفضت إليه نتائج الإنتخابات ، ورشة نقاش بدأت قبل عشرين يوماً وتستمر حتى آخر شهر رمضان حيث يلتقى سعد كل ليلة مجموعة كوادر وناشطين يناقش معه بروح ديموقراطية عالية مكامن الخلل التي حكمت عمل التيار والتنظيم وأين أصاب وأين أخطأ خلال المرحلة الماضية ولماذا خسرنا الانتخابات .
ثمة كلام بنبرة عالية بات يتكرر اكثر من مرة في تلك النقاشات الليلية التي تحاط بسرية تامة وبات سعد يسمع ربما للمرة الاولى إعتراضات جدية عن عمل المرحلة السابقة ومن بين هذا الكلام ثمة من يقول لماذا لم نقلب الطاولة على رؤوس الأخصام الذين انتهجوا كل الوسائل والطرق غير الديموقراطية وحتى المهددة للوفاق الوطني والسلم الاهلي من حلال التوتر المذهبي وإستخدام العصابات المسلحة وتوزيع الاموال الطائلة .
إستمرار المسيرة
وفي هذه الأمسيات الرمضانية يدل المشاركون بدلوهم حول الإنتخابات ومسيرة العمل التي حكمت. إلا أن هذا التأكيد على الإستمرار بالمسيرة بحاجة إلى مراجعة نقدية شاملة إفتقدها التنظيم والتيار سوياً منذ سنوات عديدة فكان لابد من ورشة عمل شاملة لتنهض به من السبات المذهبي الذي فتك بالعباد والبلاد . فكانت اللقاءات اليومية التي بدأها سعد على شكل " سحور عمل " تمتد لفترة 20 يوماً وأكثرمع كوادر التنظيم والماكينة الإنتخابية فضلاً عن أعضاء اللقاء الوطني الديمقراطي في صيدا وبعض الحلفاء مناسبة لإجراء تقييم موضوعيّ ومناقشة السلبيات التي اعترت عمل هذا التيار والتنظيم بشكل خاص خلال حقبة ماقبل الإنتخابات وخلالها وحتى بعدها ، بالإضافة إلى وضع توصيات لخطة عمل للمرحلة المقبلة للتيار والتنظيم فضلاً عن التفكير على صوت عالً لإعادة صياغة هيكلية جديدة للتنظيم الشعبي الناصري لموكبة ومواجهة التطورات والإستحقاقات المقبلة كما أشارت مصادر "الناصري" التي تتوقع مشاركة حوالي 2000 شخص فيها من كافة القطاعات.
وفي قراءة متأنية لهذه الورشات والتي يشرف عليها شخصياً " الحكيم" لاتغيب حماسة المشاركين شيوخاً ونساءً قبل الشباب عن الإسترسال في التأكيد على مواصلة النضال على الرغم من فقدان لقب سعادة النائب الذي لايحبذه سعد ولا مناصريه. مسترشدين بتجربة "الأستاذ معروف" في عام 1972 عندما خسر الإنتخبات ولم يزذه ذلك إلا إصراراً على متابعة النضال في صفوف الناس دفاعاً عن مصالح الفقراء والكادحين.
التعصب المذهبي
وتلفت مصادر " الناصري" إلى أن تلك الورشات خلصت إلى أن سبب خسارتها الإستحقاق الإخير تعزوه إلى إنتصار التعصب المذهبي على ألم الناس وفقرهم وجوعهم وتغلب المال السياسي على أنين الواقعين تحت ظلم السياسة الاقتصادية والاجتماعية للحفنة الحاكمة . بالإضافة إلى مكرمات ملكية أتت في الوقت الإضافي.
أما على مستوى تصويت المجنسيين الفلسطينيين والذي أفرزت صناديق الإقتراع تفوقاً كبيراً للحريري والسنيورة على سعد فيصف أنصار سعد هذه الحالة بظلم ذوي القربى إذ يتسألون في مجالسهم الخاصة والعامة . كيف يمكن أن يساوي أصحاب القضية بين مقاومي المشروع الأميركي – الإسرائيلي ومن يناضلون من أجل حق العودة وبين حماة هذا المشروع وأصحاب مشروع القريعة التوطيني . إلا أن سعد أكد أمام القريب والبعيد على أن قضية فلسطين ليست حكراً على أحد ونحن لن يغير ماجرى في الإنتخابات ولا صفر بالمئة موقفنا من قضيتنا المركزية.
ويؤكد سعد خلال الورشات على عدم ندمه على موقفه من أحداث 9 أيار في صيدا على الرغم من أن الفرصة كانت سانحة أمامه ليسجل هدفاً على أخصامه ويسلفهم موقفاً لايراه سعد منسجماً مع قناعات الخط المعروف. فقد عمد خصومه إلى ممارسة شتى أنواع التضليل والأكاذيب وإستخدامها كوسيلة ناجحة ومؤثرة بشكل كبير لمنع سعد من الحصول على اللوحة الزرقاء. في وقت كانت اقتراحات البعض من أجواء سعد التي تقضي بالإستعانة بخطاب يراعي العصبية السنية تلقى جواباً قطاعاً منه معللاً السبب بفقدان الموقع والمصداقية.
وعن العلاقة مع رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري ومايحكى عن حالة العلاقة الباردة والمقطوعة على خلفية نتائج الإنتخابات ودوره فيها فيشيد سعد بالدور الفاعل الذي قام به البزري مع ماكينته . مؤكداً على متانة العلاقة وإستمرارها في إستحقاقات مقبلة على المستويات كافة .
التوصيات
ومن بين التوصيات التي يجمع عليها المشاركين بحسب تلك المصادر في " سحور العمل " هي العمل من أجل بناء جبهة وطنية تقدمية تضم كافة القوى التي تسعى من أجل وطن يحتضن مقاومته ويكن العداء للإسرائيل، ومن أجل أن يكون خال من أمراضه الطائفية التي تقف سداً بوجه الإصلاح والتطوير على كافة الصعد أكانت معيشية أم إقتصادية. 
وفي مقلب آخر لايزال سعد يمارس عمله كالمعتاد من خلال لقاءته اليومية في مكتبه دون أن يتغيّر عليه شيئاً. حيث يتحول إلى خلية نحل يلتقي فيه مناصريه وعامة الشعب لمتابعة شؤونهم ومشاكلهم . مثله مثل حال منزله الذي يشرع أبوابه في الصباح الباكر لمراجعات الكثير ممن تعوداو على هذا البيت منذ أيام الأستاذ فيصفه أبو إبراهيم مستو بأنه بيت الفقراء ويقول " النيابة لي خسرناها مابتعمل زعيم... النضال ومحبو الناس هيي لي بتعمل الزعما". 
ولكن الترجمة الوحيدة لهذا المشهد الجديد لدى الناصري وأجوائه ينجلي في نجاح هذه الورشات لجهة تقديم توصيات ووضع آلية عمل تستطيع مجارات الواقع السياسي الجديد . إذ يراهن القيمون على هذا العمل وتحديداً " أبو معروف " على أن تقدم قيادة جديدة تكون على قدر كاف من المسؤولية للحفاظ على مسيرة " خط معروف " لمواكبة الإستحقاقات المقبلة ليست الإنتخابية منها فقط وخصوصاً في ظل إقتراب موعد الإستحقاق البلدي حيث تبدي هذه الأجواء عن مدى حرص خوضه بل تتعداها إلى محطات مصيرية على مستوى الوطن والأمة . حيث من المتوقع أن يصدر في ختام تلك الورشات ورقة عمل وتوصيات للمرة الأولى في مسيرة هذا التيار.

بيد أن المشهد الغير المألوف لدى الكثير من الصيداويين بخسارة سعد المقعد النيابي نتيجة للظروف السياسية والإقليمية التي تجلت في إتفاق الدوحة الذي كرس قانون الستين الإنتخابي والذي أعاد البلد إلى الوراء ستين عاماً كما وصفه "أبو معروف". إلى أن مسيرة أهل البيت في قيادة التيار الوطني في مدينة صيدا وليس فقط التنظيم الشعبي الناصري ،والتي بدأها الشهيد معروف سعد من عام 1936 إلى رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى وصولاً إلى أسامة لن تتوقف وهي مستمرة هذا مأكده " أبو معروف " سابقاً في اللقاء الشعبي الكبير الذي عقد بعد صدور نتائج الإنتخابات بيومين في صيدا و لاحقاً في هذه الورشات.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا