تلقت أسرة الإيمان، كما مدينة صيدا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة السيدة سعاد الصلح – رحمها الله – هذه الإنسانة التي أخذت على عاتقها متابعة مسيرة زوجها الحاج عفيف الصلح – رحمه الله – والمستمرة منذ أكثر من (23) عاماً، شهدت لها مدارس الإيمان نبل عملها من خلال رعايتها لجائزة حفظ القرآن الكريم على مستوى مدنية صيدا وضواحيها إضافة إلى الجائزة السنوية المدرسية الخاصة بطلاب مدارس الإيمان.
السيدة الكريمة سعاد الصلح رحمها الله لا تخفي سعادتها بطلابنا من حفظة القرآن الكريم، وبخاصة الأطفال منهم والتي كانت ترى فيهم الأمل والمستقبل، وهي القائلة في إحدى اللقاءات مع طلابنا من حفظة كتاب الله "أنتم قلوبنا الحقيقية التي تنبض خارج أجسامنا" وكانت تشد على أيدي الفتيات قائلة: "تمسكوا بكتاب الله واعملوا به لعل الله يرحمنا ويرحمكم".
السيدة سعاد الصلح – رحمها الله – من السيدات اللاتي تصدرن الأعمال الخيرية مثلها في ذلك كمثل آل الصلح الكرام، تسعى دائماً إلى رعاية كل صاحب حاجة علمية أو إنسانية، وهذا رصيد لا يستهان به، جعله الله في سجل أعمالها.
السيدة الفاضلة سعاد الصلح حفلت مسيرتها في العطاء، ولكن العطاء الأسمى والأرفع هو عطاء الإنسان جزءاً من نفسه... ألم تكن – رغم مرضها – تعيش ساعات طوال في ساحات مدارس الإيمان توزع الجوائز وتهنئ المتفوقين، أولم تكن رغم عمرها المتقدم من أوائل الحاضرين لاحتفالات توزيع جوائز مسابقة حفظ القرآن الكريم في دار الفتوى من كل عام، أولم تكن من المتقدمين لحضور احتفالات الإيمان بتخرج طلابها في كل عام؟؟ وإذا كان التنازل عن المال كرماً، فالتنازل عن الذات بطولة بكل ما في الكلمة من شجاعة.
أيتها المحسنة الكريمة، أنت زاهدة بالشكر، لذلك لا أقول لك شكراً ولكني أدلّ عليك وأهتف: شكراً لله الذي أنعم علينا بكرمك المستمر والذي تمثل جزء منه بتواجدك بالاحتفال الديني السنوي للمدرسة قبيل وفاتك ببضعة أيام لتقدمي أيضاً واجب الوداع لكل أفراد أسرة الإيمان. 
رحم الله السيدة سعاد الصلح وأسكنها فسيح جنانه وألهم ذويها الصبر والسلوان.