×

تفاصيل عملية مقتل بلال العرقوب وهروب الآخر

التصنيف: مخيمات

2019-08-04  03:22 م  878

 
رأفت نعيم

لم يكن أحد في مخيم "عين الحلوة" او خارجه حتى يتوقع ان يتم انهاء حالة المطلوب البارز بلال عرقوب بهذه السرعة وبالشكل الذي تم به ودون اراقة المزيد من الدماء او تحميل المخيم تبعات اضافية لممارسات وجرائم مثل هذه الحالات الخارجة عن اجماعه والمغردة خارج سرب قضاياه الأساسية والتي كانت تستنزف امنه  واستقراره وتحول الأنظار عن معاناته وحقوقه. 

فبلال عرقوب الذي امضى معظم سنواته الأخيرة متوارياً او مطارداً من حي الى حي داخل المخيم بسبب افتعاله اشكالا هنا وآخر هناك وصولا الى ارتكابه جريمة قتل الشاب الفلسطيني حسين علاء الدين " الخميني"، انتهت حياة بلال ايضا وهو هارب لكن هذه المرة كان الهروب الأخير . 

تعتبر اوساط فلسطينية ان بلال عرقوب دفع ثمن ثمن ارتكابه خطأين جسيمين كلفاه حياته:
- الأول انه حين قرر ونفذ عملية اغتيال الشاب الفلسطيني حسين علاء الدين " الخميني " بغض النظر عن دوافع هذه الجريمة، وضع نفسه في مواجهة ليس فقط مع عائلة المغدور علاء الدين بل مع المخيم كله ذلك ان استهداف الخميني الشاب اثناء مشاركته في مسيرة للمطالبة بحق العمل للفلسطينيين ، فبدا الاستهداف من حيث التوقيت والمكان وكأنه موجه ضد الحراك الفلسطيني على خط المطالبة بالحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين وضد الاجماع الفلسطيني على موضوع حق العمل !

- اما الخطأ الثاني والذي ربما يسبق الأول بالتراتبية الزمنية ، أن بلال عرقوب الذي كان في الماضي جزءا من اطار مشترك لمجموعات متشددة حملت لفترة من الزمن اسم " الشباب المسلم " ، وبالتالي فان اي عمل كان يقوم به في المخيم كان في معظم الأحيان يتم بالتنسيق مع هذا الاطار او على الأقل مع احد مكوناته ولا سيما بلال بدر الذي تشارك واياه في اكثر من اشكال ومعركة ، الى ان خرج الاثنان من هذا الاطار بعد معركتي الطيري الأولى والثانية في نيسان وآب 2017 ، ليواصلا العمل سوياً حتى قرر كل منهما  أن يفتح أمنياً على حسابه ! لكنهما بقيا يتنقلان في معاقل ومحيط الاسلاميين ، الا ان الاشكالات الأمنية التي كان يتسبب بها عرقوب واولاده جعله يشكل عبئا ليس فقط على "البيئة الحاضنة له " ويكاد يستدرج من كان يتخذ منهم الغطاء الأمني او حتى المعنوي ، الى مواجهات ومعارك كبرى مع كل المخيم هم بغنى عنها.  فبدأ عرقوب يفقد هذا الغطاء تدريجيا الى ان وقع الاشكال بينه وبين عصبة الأنصار في اذار الماضي في حي الصفصاف والذي اصيب فيه نجله يوسف برصاص احد كوادر العصبة خالد علاء الدين- شقيق المغدور حسين علاء الدين - وكان التوجه بداية من قبل العصبة ومعها القوى الاسلامية لمحاصرة وضبط حالة عرقوب لكن جاءت جريمة قتل "حسين علاء الدين "برصاص بلال عرقوب لتسرع في اتخاذ قرارها بانهاء حالته لكن دون تكبيد المخيم تبعات ذلك وحتى لا يؤخذ الآخرون بذنبه. 

الهروب الأخير

اين امضى بلال عرقوب ليلته الأخيرة ؟

في معلومات خاصة بـ"موقع مستقبل ويب "  أنه على اثر العملية الأمنية التي نفذتها عصبة الأنصار والحركة المجاهدة بالتنسيق مع حركة فتح (السبت) لإنهاء حالة  بلال عرقوب ، فر الأخير مع اولاده من حي الرأس الأحمر الذي كان يتحصن به ولجأ الى حي المنشية واختبأ في مبنى مهجور يقع ضمن مربع امني يشرف عليه الناشط الاسلامي رامي ورد الذي تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلا صوتيا له يقول فيه انه يتم "التعاطي مع عرقوب على طريقتنا" طالباً "عدم التدخل من احد " .. وفي هذا الوقت كانت قوة مشتركة من عصبة الأنصار والحركة المجاهدة ومعها مجموعة ورد تستعد لمباغتة عرقوب في مخبئه لكنه علم بحضورهم فخرج واشتبك معهم ما ادى الى مقتله واعتقال ولديه اسامة ويوسف فيما بقي ولده الثالث محمد بعيدا عن هذه الأحداث نظرا لإصابته في حادثة سابقة في المخيم .

بالمحصلة ، تعتبر الأوساط الفلسطينية ان عملية انهاء حالة بلال عرقوب تشكل سابقة في تاريخ الأحداث الأمنية في المخيم لكنها بالمقابل فرضت معادلة أمنية جديدة فيه أرست هذه المعادلة القوى الاسلامية وتحديدا( عصبة الأنصار والحركة المجاهدة ) مدعومين من الاجماع الفلسطيني على امن واستقرار المخيم  لتكون بمثابة رسالة الى كل من يريد ان يسير على خطى بلال عرقوب ..انه سيلقى المصير نفسه!

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا