×

عين الحلوة في عنق الزجاجة... والاشتباكات تثير المخاوف من التدمير والتهجير*

التصنيف: مخيمات

2023-09-11  11:15 ص  225

 

 

المصدر | النشرة

 

 

وتؤكد مصادر فلسطينية لـ"النشرة" انه بين القرارين جاءت الاشتباكات استباقية بوقتها لعرقلة المضي في تطبيق الاتفاقات المشتركة ومنها إخلاء المدارس وتأخير تعزيز القوة الامنية، ومنع اطباق الحصار اكثر على منطقة الطوارئ وعلى الناشطين الإسلاميين الذين وافقوا على إخلاء المدارس بشرط ضمانات لبنانية، قبل أن يتخلّى أمين سر القوى الإسلامية الشيخ جمال خطاب ويقدّمها، ولكن قبل "ساعة الصفر" للتنفيذ اندلعت الاشتباكات وتبادل الطرفان الإتهامات.

في القراءة السياسية، فإنّ المخيم دخل في عنق الزجاجة، فالتقدّم نحو جلب الجناة بالقوة بعد فشل المفاوضات السلمية لتسليم المشتبه بهم أنفسهم طوعا وسقوط المهل الزمنية، يعني المزيد من الاشتباكات والتدمير والتهجير الذي شكّل كارثة انسانية فوق الوصف، والتوقف في المكان يعني في العرف الفتحاوي المزيد من التراجع السياسي والعسكري نظرا لحجم الخسارة التي يمثلها اغتيال العرموشي.

ودخول المخيم في عنق الزجاجة دون أن تلوح في الأفق القريب أو البعيد بوادر معالجة واضحة سوى "الترقيع" لجهة الاتفاق على وقف إطلاق النار والهدنة ثم خرقها مجددا، ثم تجدد الاشتباكات، دفعت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى اجراء اتصال بالرئيس الفلسطيني محمود عباس للتدخل في لجم التصعيد، وبقيادة الجيش اللبناني إلى إصدار بيان تحذيري لوقف القتال فورا، لان فيه إساءة إلى القضية الفلسطينيّة وحقوق شعبها وحقهم بالعودة وإلى الأمن اللبناني حيث يعيش البلد أزمة سياسية غير مسبوقة.

 

بمقابل المشهدية السوداوية، فإن الأوساط الفلسطينية تستبعد أن تمتدّ الاشتباكات الى مخيمات أخرى نظرا لخصوصيّة عين الحلوة في تنوعها الإسلامي والوطني، ولكنها في الوقت ذاته تحذر من خطورة نتيجتها لجهة التدمير والتهجير، وقد بدأت سيناريوهات كثيرة ترسم في الكواليس والأروقة المغلقة وتتحدث عن نقل النازحين إلى مناطق بعيدة نحو الشمال أو البقاع، في ترجمة لمخطط في إسقاط رمزيّة المخيمات الوطنية والنضالية كونها عنوانا "للثورة والمقاومة" عبر عين الحلوة وإبعاده عن الحدود الجنوبيّة، حيث يجب أن تبقى البوصلة موجّهة نحو الأرض المحتلة والعودة.

 

وعلى خلفيّة هذه المخاوف ورحلة الترحال بين الموقتة والدائمة، رفض النازحون من المخيم وبدعم من نائبي صيدا عبد الرحمن البزري وأسامة سعد والقوى السياسية الصيداوية نصب خيام في ساحة الملعب البلدي لإيوائهم، لأنّها تذكرهم بنكبة فلسطين وتشير إلى طول أمد الأزمة، ناهيك عن استعادة طول اللجوء كما حدث في مخيم نهر البارد وهم الذين قرّروا شطب فكرة اللجوء والتهجير مرة أخرى، وهم الذين لم يعودوا يحتملوا رؤية الخيام التي تذكرهم بمأساة التشريد ونكبة عام 1948.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا