×

عبوة تنفجر بقافلة لليونيفيل شمال صيدا وتوقع 8 جرحى بينهم 6 دوليين

التصنيف: سياسة

2011-05-28  09:35 ص  872

 

في هجوم يحمل أكثر من دلالة من حيث توقيته واستهدافاته، إذ إنه الثاني من نوعه في المنطقة نفسها منذ ثلاث سنوات، امتدت يد التخريب وضرب الاستقرار من جديد لتطال عناصر قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان أثناء انتقال قافلة منها تابعة للكتيبة الايطالية من بيروت باتجاه الجنوب، ما أوقع عدداً من الإصابات في صفوف عناصر الكتيبة الايطالية إضافة الى إصابة اثنين من المدنيين اللبنانيين.
وأكدت "اليونيفيل" أن عملها لن يتأثر بالاعتداء وأنها ستبقي على عملياتها بالتنسيق مع الجيش. وقد صدرت مواقف منددة بالاعتداء من الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وسعد الحريري ونجيب ميقاتي الذين اعتبروا أن الاعتداء يصب في إطار زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.
الاعتداء
فقرابة الخامسة إلا عشر دقائق، ولدى مرور قافلة تابعة للوحدة الايطالية، مؤلفة من أربع سيارات رباعية الدفع، وعند وصولها إلى منعطف عند نهاية اوتوستراد الرميلة المؤدي الى صيدا، دوّى صوت انفجار قوي في المكان تبين أنه ناجم عن عبوة ناسفة زرعت إلى يسار الطريق وعلى بعد أمتار قليلة من مكان العبوة التي استهدفت في العام 2008 قافلة مماثلة للكتيبة الايرلندية. وأدى انفجار العبوة الجديدة إلى إعطاب السيارة الرابعة والأخيرة ضمن الموكب وإصابة جميع من في داخلها حيث نقلوا إلى مستشفيات صيدا. وأفيد عن وقوع ستة جرحى في صفوف عناصر الكتيبة الايطالية بينهم اثنان إصابتهما خطيرة، إضافة الى جريحين مدنيين هما المواطن طانيوس طنوس وزوجته اللذين أصيبا بأحجار تطايرت من جراء ضغط الانفجار أثناء وجودهما على شرفة منزلهما المواجه لمكان الانفجار.
وعلى الفور ضربت وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي طوقاً أمنياً حول المكان وحضر قائد الدرك العميد صلاح جبران وقائد منطقة جنوب الليطاني في الجيش اللبناني العميد صادق طليس وقاضي التحقيق العسكري داني الزعني وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور ورئيس فرع المعلومات في الجنوب العقيد عبدالله سليم. كما حضر فريق تحقيق دولي من اليونيفيل وفرق من الأدلة الجنائية والطب الشرعي والشرطة العسكرية وخبراء متفجرات لبنانيون ودوليون.
وفي المعلومات الأمنية التي توافرت بأن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة تزن نحو 10 كيلوغرامات كانت مزروعة على الطريق تم تفجيرها بواسطة جهاز تحكم عن بعد. وأحدث الانفجار حفرة عمقها متر واحد وقطرها نحو متر ونصف المتر. وأدى ضغط الانفجار إلى تطاير شظايا العبوة وكميات من الأحجار باتجاه حي سكني مجاور. ولوحظ أن مكان وقوع الانفجار يقع قبل منعطف مؤدي إلى منطقة الأولي، ما يضطر أي سيارة عابرة لتخفيف سيرها قبل الدخول في المنعطف.
وحتى ساعة متقدمة من الليل كانت فرق التحقيق اللبنانية والدولية لا تزال تعمل على مسح المنطقة التي وقع فيها الانفجار بقطر يزيد على مئتي متر.
ومساءً، حطت مروحيات تابعة لليونيفيل في مهبط الفرير التابع للجيش اللبناني والمشرف على مكان الإنفجار، ناقلة عددا من المسؤولين والمحققين الدوليين، ونقلت احدى الطوافات سفير ايطاليا في لبنان جيوسيبي مورابيتو الذي تفقد المكان وعاد الجرحى في مستشفى حمود الجامعي، والذين افادت مصادر طبية أن اصابات اثنين منهم بالغة واجريت لهما عمليات جراحية عدة لكن حالتهما مستقرة.
"اليونيفيل"
وعقب الناطق الرسمي باسم اليونيفيل نيراج سينغ على الانفجار وقال: "وفقا للتقارير الأولية، أن الانفجار استهدف قافلة لوجستية لليونيفيل كانت تمر في الطريق الرئيسي بالقرب من صيدا، حيث اصيب ستة جنود من اليونيفيل من بينهم واحد في حالة خطيرة، وخمس إصابات متوسطة. كما اصيب اثنان من المدنيين كانا في المنطقة. ان هذا العمل المدان هو عمل واضح يهدف إلى تقويض قرار مجلس الأمن 1701 والاستقرار في الجنوب.
اضاف انه وفي أعقاب هذا الهجوم تؤكد اليونيفيل ان التزامها بمهمتها هو اليوم أقوى من أي وقت مضى. ونحن نواصل عملياتنا في جنوب لبنان جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية من أجل تنفيذ مهمتنا بموجب القرار 1701.
واكد سنغ انه وفي الوقت نفسه فان أمن أفراد اليونيفيل من الأهمية بمكان بالنسبة لنا مشيرا الى ان القوات الدولية زادت من التدابير الأمنية لديها. وقال من المهم أن يتم التعرف على مرتكبي هذا الهجوم وتقديمهم للعدالة، لافتا الى ان اطباء شرعيين من اليونيفيل وفرق التحقيق التابعة لها هي في موقع الانفجار ويعملون بتعاون وثيق مع نظرائهم في الجيش اللبناني لتحديد كل الحقائق والظروف المحيطة بالحادث".
الجيش
صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان جاء فيه: عند الساعة 16,50 من بعد ظهر اليوم (أمس)، اثناء مرور وحدة لوجستية تابعة لقوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان على طريق عام الرميلة - صيدا، تعرضت إحدى آلياتها لانفجار بعبوة ناسفة، ما أدى إلى اصابة ستة عناصر بجروح، اثنان منهم حالتهم خطرة، إضافة الى اصابة مواطنين اثنين صودف وجودهما في المكان بجروح طفيفة، وقد تم نقلهم الى مستشفيات المنطقة.
وعلى الفور، فرض طوق أمني حول مكان الانفجار. كما حضر عدد من الخبراء العسكريين للكشف عليه، وتولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث لكشف ملابساته.
سليمان يدين
دان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الانفجار الذي استهدف دورية إيطالية عاملة ضمن القوات الدولية في الجنوب وأدى الى إصابة عدد من عناصرها، معتبراً أن هذا العمل الإجرامي يصب في إطار زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل ما حصل، وطلب الى الأجهزة المعنية إجراء التحقيقات لكشف الفاعلين والمتورطين وإحالتهم الى القضاء المختص.
بري
وصدر عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ما يلي: مرة جديدة تلجأ أيدي الإرهاب والتخريب الى استهداف قوات اليونيفيل من خلال تفجير غادر لإحدى وحداتها.
إننا اذ ندين ونستنكر هذه الجريمة الإرهابية، نتمنى لجرحى الوحدة الايطالية الشفاء العاجل، وندعو الى أعلى درجات اليقظة من أجل كشف المجرمين وايقاع أقصى العقوبات بحقهم. كما أننا بالمناسبة ندعو الى استعادة عناصر المسؤولية الوطنية وإعادة بناء الثقة والوحدة لأن لبنان في واقع الفراغ السياسي الراهن يتيح الفرصة للمجرمين للاصطياد في المياه العكرة واستهداف النظام الأمني في لبنان بهدف تعميم الفوضى.
ميقاتي
أجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً هاتفياً بالممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز دان في خلاله الانفجار.
وأكد ميقاتي في خلال الاتصال أن هذا العمل مدان، منوهاً بـ"الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم الأمن والاستقرار في جنوب لبنان".
السنيورة
وقال رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة إن هذا الاعتداء المستنكر والمدان مرفوض من الشعب اللبناني الذي يعتبر أن الاعتداء على قوات الطوارئ هو اعتداء على السيادة اللبنانية باعتبار أن قوات اليونيفيل قدمت إلى لبنان من اجل المساعدة عل تطبيق القرار 1701 وتثبيت سيادة لبنان على أراضيه في الجنوب.
أضاف: أن التحقيقات يجب أن تكثف ومن قام بهذا العمل الجبان يجب أن يكشف ويدان. وختم الرئيس السنيورة إن زمن استخدام لبنان صندوق بريد لن يعود بالنفع على احد ولن تستفيد من هذا العمل إلا إسرائيل.
مواقف
ودان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن "الاعتداء السافر"، مؤكدا "وجوب بدء تحقيق سريع وجدِّي في الحادثة لكشف الفاعلين الذين يريدون زعزعة أمن واستقرار لبنان، وضرب العلاقة المتينة بين "يونيفيل" واللبنانيين وبالتحديد أهالي الجنوب". ودعا القوات الدولية إلى مواصلة مهامها ضمن ما ينصّ عليه القرار الدولي 1701 بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني، ومنع إسرائيل من مواصلة خروقها، محذّرا من جهة ثانية من أن هذا الاعتداء إنما يؤكد مدى انكشاف البلاد أمنياً، بعد أن بدا واضحاً مدى الانكشاف السياسي، علَّ المسؤولين اللبنانيين يحكّمون العقل والمصلحة الوطنية ويسارعون الى تأليف حكومة سريعاً تنقذ البلاد من الانحدار إلى الهاوية.
ودان النائب مروان حماده عملية استهداف الدورية الايطالية العاملة، ووصفها بالمحطة الإضافية في المسلسل التآمري على لبنان وسلامة أراضيه وعلاقاته الدولية.
وقال: إن هذا النوع من الرسائل التي تُبعث عبر لبنان وعلى حساب شعبه لم يعد ينطلي على أحد، وهو محاولة فاشلة لإعادة لبنان الى الثمانينات، عهد اختطاف الرهائن وتفجير العبوات والسيارات المفخخة. أضاف: بين الايطاليين والأستونيين علاقة مباشرة ترتبط بمأزق الديكتاتوريات المجاورة، وارتباك القوى المحلية التي قادت انقلاباً دستورياً منذ أشهر نراه اليوم ينقلب عليها.
واستنكرت "القوات اللبنانية" التفجير، ونبّهت إلى خطورة المرحلة في ظل ظروف اقليمية غير مستقرة وحكومة تصريف أعمال، تدعو الأطراف جميعاً إلى التحلي بروح المسؤولية وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية، والتضامن في سبيل تحصين الساحة الداخلية المفتوحة على أخطر الاحتمالات، والالتفاف حول القوى الأمنية لتمكينها من القيام بواجبها في حماية الوطن والحفاظ على الأمن والسلم الأهلي.
إن القوات اللبنانية تطلب من الدولة أن تتحمل كامل مسؤولياتها في اتخاذ كافة التدابير لتأمين عدم تكرار هذه الأحداث وبنوع خاص في منطقة الجنوب حيث يشكل القرار 1701 ضمانة لاستقرار لبنان ولدعم موقفه في مواجهة إسرائيل وعدم السماح باستعمال الجنوب مرة جديدة كعلبة بريد أو ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية.
بدوره، دان "حزب الله" الاعتداء واعتبره "عملاً إجرامياً"، ودعا في بيان أصدره "الأجهزة اللبنانية المختصة الى التحقيق وكشف الفاعلين ومعاقبتهم".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا