×

ما هو التحيز اللاواعي وكيف يمكننا التخلص منه؟

التصنيف: نسوان

2021-07-27  10:11 م  212

 
  • كريستين رو بي بي سي

تدريب الموظفين على التخلص من تحيزاتهم اللاواعية مفيد نظريا، لكن هذه البرامج تثير الكثير من الجدل أيضا.

توفر شركات ومؤسسات كبيرة مثل "ستاربكس" و"غوغل" و"سيفورا" و"بابا جونز" برامج تدريب خاصة لموظفيها بهدف مساعدتهم على التخلص من تحيزاتهم اللاواعية. لكن في المقابل، يقرر جهاز الخدمة المدنية في المملكة المتحدة التوقف عن تنظيم مثل هذه البرامج، في حين يتعرض حزب العمال البريطاني لانتقادات بسبب جلساته التدريبية القصيرة التي لا تتعدى مدتها 20 دقيقة.

ويهدف تدريب التحيز اللاواعي، إلى وضع الأشخاص في مواجهة مفاهيمهم المسبقة غير الواعية، وتوعيتهم بتأثير هذه المفاهيم على تصرفاتهم ومواقفهم تجاه الآخرين والقرارات التي يتخذونها، كما يقدم الوسائل لضبط أنماط التفكير التلقائية، والتخلص من السلوكيات التمييزية.

لكن رغم حسن النية، فهناك أدلة متضاربة على نجاح برامج تدريب التحيز اللاواعي. وما لم تكن هذه الدورات التدريبية مصممة بعناية فقد تصبح مجرد التزامات مثيرة للضجر. والمثير للجدل هنا، أن بعض المنظمات البارزة أسقطت هذه البرامج من جدول أعمالها. لكن من المهم أن نسأل: ما هو البديل لتدريب التحيز اللاواعي، إن وجد؟

ما هو تدريب التحيز اللاواعي؟

يشير التحيز اللاواعي إلى وجود تحيزات عميقة الجذور، نتشربها جميعنا بدرجة أو أخرى، من دون أن نعي ذلك، بسبب وجودنا ضمن مجتمعات تفتقر إلى المساواة، ويسود فيها عدم التكافؤ على نحو كبير.

ويمكن أن يؤدي التحيز اللاواعي أو التحيز الضمني، كما يعرف أيضا، إلى افتراضات مسبقة من قبيل أن من يعمل في مجال التمريض يجب أن يكون امرأة، وأن من يعمل في مجال الهندسة يجب أن يكون رجلاً، أو أن المرأة الآسيوية لن تكون قائدة جيدة، أو أن الرجل الأسود سيكون منافسا عدوانيا. ويمكن أن يوجد التحيز اللاواعي حتى لدى الأشخاص الذين يعتقدون حقا أنهم ملتزمون بالمساواة، ويكون تحديد ذلك واستئصاله أصعب من التمييز الواضح.

لكن هذا لا يعني أن تأثيرات التحيز اللاواعي غير مهمة. إذ يمكن أن يؤثر التحيز الكامن تحت السطح على الصحة والحياة بطرق دراماتيكية. على سبيل المثال، يعتقد كثير من العاملين في المجال الطبي في الولايات المتحدة أن المرضى السود أقل عرضة للإحساس بالألم، وأقل امتثالا للنصائح الطبية من المرضى أصحاب البشرة البيضاء.

كما أن الأحكام السريعة التي يتخذها ضباط الشرطة مشحونة للغاية بالتحيزالضمني. وتشير بعض الأبحاث إلى أن الشرطة الأمريكية تعتبر بشكل غريزي أن أصحاب البشرة الداكنة أكثر إجراما.

كما توجد أمثلة كثيرة على التحيز اللاواعي في مرحلة اختبار الأشخاص للتوظيف. فقد ينجذب مديرو التوظيف إلى المرشحين الذين يشبهونهم، كما قد يفترضون أن المرشحين الذكور أكثر كفاءة، أو يقرأون اسما يشي بأن حامله "أسود اللون" في أحد الطلبات، ويربطون بشكل غريزي هذا الشخص بالعدوانية.

وبعد انطلاق حملة "حياة السود مهمة" التي صعّدت المطالبة بإصلاحات لتعزيز المساواة في المجتمعات، بدأت منظمات عديدة في تبني تدريب التحيز اللاواعي بهدف توعية المشاركين بتحيزاتهم الضمنية، لكن بطريقة تخلو من توجيه اللوم إليهم.

ويمكن أن يتخذ التدريب أشكالا عديدة، وقد يكون شخصيا أو عبر الإنترنت. ويمكن أن يتضمن إخضاعك لاختبار متعلق بالمشاعر الضمنية، تُعرض فيه أمامك سلسلة من الصور، ويتعين عليك إصدار أحكام سريعة عليها، مثل، "أسود"، "أبيض"، "جيد"، "سيء". وقد تحضر عرضا تعريفيا بكيفية تأثير التحيزات على الأشخاص من المجموعات الموصومة، ومدى انتشار هذه التحيزات في كل مكان. ويمكن أن يُطلب منك أن تلعب دور مدير توظيف، لتلمس مدى اختلاف تقييمك للمرشحين الوهميين من المجموعات المختلفة. كما يمكن أن تشارك في ورش عمل تقترح استراتيجيات للتغلب على التحيز.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا