×

القاضي أبو زيد: على الزوجة العاقلة الحكيمة كف كثرة الطلبات و مراعاة لوضع الرجل المالي!

التصنيف: نسوان

2021-10-06  01:26 م  992

 

الأوضاع الاقتصادية الصعبة هل باتت خطرًا على الأسرة قد تصل بها إلى ما يحمد عقباه؟ وكيف السبيل للحد من هذه التحديات ومواجهتها؟
اسئلة كثيرة نقلتها صيدا نت إلى فضيلة قاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد أبو زيد، وجاءت أجوبتها وافية لتضع النقاط على الحروف.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ‏أجمعين
هلال حبلي صيدا نت
بداية أتوجه بالشكر إلى الإعلامي الأستاذ هلال حبلي على هذه ‏الاستضافة، وعلى هذه الأسئلة الجامعة المانعة التي تتمحور حول ‏التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة في هذه الظروف الصعبة.‏
وجوابا على أسئلتكم المطروجة أقول: ‏
1)‏    ما هو تأثير الازمات الاقتصادية على الاسرة؟
لم يُشرع الزواج ليكون سببا لتحصيل المال أو اقتناء الأثاث والثياب ‏أو غير ذلك. إنما شُرع الزواج إحصانا للزوجين وتحصينا وصونا ‏للعلاقة التي تجمع بين المتحابّيْن، بيؤسسا معا حياة عنوانها السكينة ‏والمودة والرحمة، قال تعالى:‏
‏﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ ‏بَيْنَكُم‎ ‎مَّوَدَّةً‎ ‎وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ الروم: 21‏
من هنا نعلم أنّ الأمور الماديّة كالبيت والأثاث والنفقة... ليست هي ‏أساس الزواج بل هي أسباب مساعدة على استقرار الحياة الزوجية ‏واستمراراها...‏
وعليه، فإنه كلما زاد اهتمام الزوجين وتركيزهما وحرصهما على ‏الماديّات والكماليات، وأصبحت هي أساس في حياتهم الأسرية والغاية ‏منها! تكون الأسرة معرضة للهزات، بل والنكبات، كلما زادت ‏الضائقة المالية...‏
وكلما حرص الزوجان على التقشف والاقتصاد وحُسْن إدارة دخلهما ‏الشهري، فإنّ حياتهما الزوجية تكون أكثر استقرارا أمام الأزمات ‏الاقتصادية.‏

‏2) الطلبات الكثيرة من المرأة للرجل، وخاصة ما يتعلق في حاجات ‏المنزل وعدم اختيار الوقت المناسب للسؤال، ما تاثير ذلك على ‏الرجل؟

يقول في المثل الشعبي: "المرأة والطفل الصغير يظنان أن الرجل على ‏كلّ شيء قدير!" بمعنى أنه في الأعم الأغلب تطلب الزوجة من زوجها ‏كلّ شيء تريده، وكذلك الطفل يطلب من والده كلّ شيء يشتهيه أو ‏يتمناه، دون مراعاة لوضعه المادي، أو مراعات للأولويات ‏والضرورات التي يجب تأمينها أولا قبل أيّ شيء من الكماليات... وقد ‏سمعنا بعض الأزواج يقولون: "أجد أنّ عائلتي لا تتعامل معي كزوج ‏وأب، بل تتعامل معي كأني صاحب مصرف عليه أن يمدهم بالمال ‏كلما طلبوا..."‏
معلوم أنّ كثرة الطلبات، وبالأخص الكماليات التي لا فائدة منها، ترهق ‏الرجل ولو كان ميسورا، نعم ولو كان ميسورا، وتكون سببا للنفور ‏والشقاق والنزاع... لأن الرجل سيشعر عندها أنّ أٍرته تريده لماله، ‏ولتحقيق رغباتها ونيل مشتهياتها دون حدود... ‏
فإذا كان الحال كذلك مع الرجل الميسور، فإن الحال يكون أشد سوءا ‏مع الرجل المتعثر ماليا والذي يعاني من ضائقة مالية.‏
‏ من هنا نعلم أنّ على الزوجة العاقلة الحكيمة، وكذلك الأولا الواعين، ‏أن يراعوا حال ربّ الأسرة، وأن يتفهموا أن هناك ضائقة إقتصادية ‏طالت البلاد والعباد، وأن يقتصدوا في طلباتهم، وأن يقدموا الأولويات ‏على الكماليات، ويختاروا الأوقات المناسبة لذكر طلباتهم... وأن ‏يكونوا مع ربّ الأسرة لا عليه، فيخففوا بدلا من الإثقال عليه... فإنّ ‏ثمرة ذلك مَزِيْدَ ثقةٍ بين أفراد الأسرة، وتعزيزا للعلاقة بينهم، ‏واستقرارا نفسيا لدى جميع أفرادها. ولنتذكر جميعا قوله تعالى:‏
‏﴿ لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ‎ ‎مِّن‎ ‎سَعَتِهِ، وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ، لَا ‏يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا، سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ الطلاق:7‏

‏3) هل عمل المراة يشكل أزمة داخل الاسرة؟
سئلت أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ‏فقالت‎: ‎‏ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا في بيته ألين الناس، وأكرم الناس، ‏كان رجلاً من رجالكم إلاّ أنه كان ضحّاكًا بسّامًا، وما كان إلاّ بشرًا من ‏البشر، كان يكون في مهنة أهله، يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويحلب ‏شاته، ويخدم نفسه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته، فإذا ‏حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة، ولا رأيته ضرب بيده امرأة ولا ‏خادمًا".‏
أوردت هذا الحديث كمقدمة لإجابتي لأقول: إنه يغلب على الرجال في ‏مجتمعنا، حتى ولو كان الواحد منهم عاطلا عن العمل وكلّ وقته فراغ، ‏أنهم لا يقوم بأيّ من أعمال البيت لأنهم يعتبرون أن أعمال البيت لنساء ‏فقط! وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم كما يظهر من الحديث الذي ذكرته.‏
في ضوء ما تقدّم، يمكن القول إنّ عمل المرأة خارج البيت للتكسب ‏سيشكل عليها عبئا مضاعفا، لأنها ستجد نفسها تعمل وتكدح خارج ‏البيت لتعود وتتابع عملا وكدحا داخله... فهل ستستطيع تحمل ذلك؟
ليست الأمور على إطلاقها، فليست كلّ النساء متماثلات، ولا كلّ ‏الأعمال متشابهة...‏
فمن النساء مَن لديهن قدار كبيرا من الصبر والجَلَد والقدرة على ‏التحمل جسديا ونفسيا... ومنهن من هنّ دو ذلك...‏
وبالمقابل هناك بعض الأعمال السهلة الميسورة. وبالمقابل هناك ‏أعمال مجهدة نفسيا وجسديا...‏
لكن في الأعم الأغلب، فإنّ عمل المرأة خارج البيت يشكل عبئا ‏مضاعفا عليها كما ذكرتُ آنفا، وعليها وعلى الزوج التفاهم حول ذلك. ‏فإمّا أن يكون عمل المرأة خارج البيت من باب ملء وقت الفراغ ‏وتحقيق الذات... فهنا يحسن بالمرأة البحث عن عمل سهل ميسور ‏بدوام قصير كي توفّر جهدها الأكبر  ووقتها الأطول لبيتها وأسرتها...‏
وإمّا أن يكون عمل المرأة خارج البيت من باب الضرورة بهدف ‏المساعدة في تأمين المال اللازم لتغطية نفقات الأسرة... وقد يكون هذا ‏العمل صعبا ومضنيا وبدوام طويل... وهذا لوحده يشكل ضغطا جسديا ‏ونفسيا على المرأة، سيضاف إليه ضغط جسدي ونفسي جراء العمل ‏داخل البيت!‏
من هنا يجب على الزوج والعائلة مراعاة وضع المرأة العاملة، ‏والترفُّق بحالها والتخفيف عنها بتحمل بعض أعباء العمل المنزلي ‏عنها... وإلا فإن الأزمات ستعصف بالبيت مع كلّ حالة غضب أو ‏حالة مرض تعتري المرأة جراء ما تواجهه المرأة العاملة من أوقات ‏صعبة داخل البيت وخارجه.‏

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا