×

برّي لا يرى حكومة في الأفق .. و حزب الله يتّهم واشنطن بالضغط على سليمان والرئيس المكلف لعرقلتها

التصنيف: سياسة

2011-05-15  10:10 ص  784

 

 

عاد الجمود ليُخيّم على مساعي تشكيل الحكومة العتيدة، فبعد جرعات التفاؤل في الأيام الماضية، يبدو أن الأمور لم تتخطَ الحد الأدنى المطلوب للاتفاق، ما استدعى رئيس مجلس النواب نبيه بري للاعلان أن "لا حكومة في الأفق"، في خطوة تختصر مشهد 8 آذار "المأسوي".
وفي الوقت الذي يواصل فيه النائب ميشال عون حملته على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووضع الشروط أمام الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لا سيما تمسّكه بعودة الوزير شربل نحاس إلى "الاتصالات" على اعتبار أن الأخير خط أحمر، عاد "حزب الله" ليعتمد اللهجة التخوينية نفسها التي لطالما انتهجها حين كان الرئيس سعد الحريري يحاول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.فعلى لسان رئيس هيئته الشرعية الشيخ محمد يزبك، قال الحزب إن "هناك تهديدات وضغوطاً أميركية على رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة"، داعياً الرئيسين إلى "مصارحة الشعب اللبناني بالعقبات، إذا لم يكن هناك خلف البحار والمحيطات ضغوط معينة تعمل لعدم التشكيل".
على أي حال، أعلن بري أن "مسألة تشكيل الحكومة تعقدت وان لا حكومة في الافق"، لافتا الى انه "لا حكومة في الافق وصلنا الى حل ثم عدنا الى الوراء"، مشيرا الى انه "اذا لم نصل الى حكومة في الاسبوع المقبل سأدعو الى جلسة عامة للمجلس النيابي لمناقشة اوضاع السجناء واذا انعقدت الجلسة فإن اول السجناء الذين سنناقش اوضاعهم هم الوزراء المعتقلون في دوامة التأليف".
الهجوم "العوني"
وبالعودة إلى المطالب العونية، اعتبر عون أن "رئيس الجمهورية لا يحق له المطالبة بأي حقائب في الحكومة لأنه انتخب على أساس حيادي، وهو لا يملك أي حصة بالبرلمان"، مشيراً إلى أنه "بعد حل عقدة الداخلية يريدون اليوم الاستيلاء على وزارات مارونية أخرى منعاً من حصول التيار الوطني الحر عليها"، لافتاً الى أن "لرئيس الجمهورية ارتباطات تهدف الى تحجيم التيار ورئيسه".
وكان لافتاً بعد كثرة الحديث عن حل عقدة "الداخلية"، عودة نوّاب تكتل "التغيير والإصلاح" إلى القول إنها من حقهم، ما يُطرح علامات الاستفهام حول طريقة تسمية العميد مروان شربل كصيغة توافقية، إذ اعتبر النائب ناجي غاريوس أن "الداخلية محسومة للفريق الذي لديه أكبر تمثيل عند الموارنة"، وقال: "نحن لن نكتفي فقط بوزارة الداخلية، يجب أن نأخذ أيضاً وزارة المال لأن لدينا برنامجاً إصلاحياً".
وزير الطاقة جبران باسيل، أعلن أنّ "التيار الوطني الحر تبلّغ رسمياً موقفاً ايجابياً في ما يتعلق بالحل الذي طُرح لمسألة الداخليّة ومن ثم تفاجأنا بعودة أجواء التشاؤم الى الأفق عبر بث معلومات تفيد بعرقلة المساعي"، في وقت أكد النائب ابراهيم كنعان أن "العقدة في تشكيل الحكومة هي بمن لا يريد التأليف ويخلق الحجج"، وقال: "لقد تبين اليوم بما لا يقبل الشك أن المسألة ليست مسألة الداخلية، فالعقدة في من يعمل على تحقيق حلم مواجهة العماد ميشال عون انتخابياً في العام 2013".
الخطوط الحمر
إلا أن مصادر واسعة الإطلاع على مسار التأليف قالت لـ"المستقبل" إن "عون اعتبر أن التوافق على الداخلية بمثابة تنازل قدمه، ويريد ثمناً لهذا التنازل، وبالتالي حصوله على غالبية الحقائب الخدماتية واحتكار تسمية الوزراء الموارنة"، مشيرة إلى أنه "بعد أن تنازل ميقاتي عن الاتصالات (بالإضافة إلى الطاقة) عاد عون ليُصرّ على شربل نحاس للاتصالات".
وعلمت "المستقبل" أن عون أبلغ ميقاتي عبر وسطاء أن نحاس وباسيل خط أحمر، بالرغم من أن الرئيس المكلف يسعى لتجنّب إعادة نحاس إلى الاتصالات نظراً للمشاكل القائمة مع موظفي الوزارة، والتي تُعرقل عمل هذه الوزارة الحيوية.
أما مصادر الرئيس المكلّف، فقد أوضحت لـ"المستقبل" أن "يوم أمس لم يشهد أي تحرّك أو اتصال على صعيد مساعي التشكيل، والرئيس ميقاتي لايزال في انتظار الأجوبة على المسائل التي طرحت، من موفدي حزب الله وعون وبري والنائب وليد جنبلاط، كي يقرر على ضوئها الخطوات التي يجب اتخاذها".
في المقلب الآخر، علّقت مصادر قيادية في 14 آذار على ما سمّته "مسرحية 8 آذار الهزلية"، وقالت لـ"المستقبل" إن "ما يحصل اليوم على صعيد تشكيل الحكومة أصبح مدعاة سخرية من فريق لا يستطيع أن يُقدم الحد الأدنى من أولوية الوطن على حساب أولوياته الشخصية، ويبدو أن هذا الفريق ليس في وارد تشكيل حكومة تنهض بلبنان بل هو يريد حكومة يخوض من خلالها الاستحقاق الانتخابي لا أكثر ولا أقل بعد أن فشل في السنوات الماضية من كسب ودّ الرأي العام جرّاء سياساته المضلّلة".
ورأت المصادر أن "العودة إلى الحديث عن وزارة الداخلية من قبل البعض، تعني أن لا توافق إلى الآن حول هذا الموضوع، ما يجعلنا نتاكّد من أنّ ما يحصل هو عملية ممنهجة لتقطيع الوقت ريثما تتضح الصورة الإقليمية، واتهام الرئيس سليمان بالعرقلة تبيّن أن لا أساس له من الصحة، بل كل المطلوب تحويل الأنظار عمّا يجري في كواليس فريق التعطيل، من تجاذب أولوّيات، بين ما هو شخصي كما هو حاصل مع النائب ميشال عون، وإقليمي كما يراه حزب الله".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا