×

جنبلاط: حزب اللّه لا يُريد تأليف الحكومة

التصنيف: سياسة

2011-05-27  10:52 ص  923

 

 

هواجس وليد جنبلاط كثيرة، بعضها مرتبط بسوريا حيث الحل بنظره يمر عبر طاولة حوار وطنية، وبعضها الآخر محلي يبدأ بعجز
الرئيس نجيب ميقاتي عن تأليف حكومة يريدها الناس والمقاومة ودمشق، ولا ينتهي بحلفاء «يُفكّرون بمنطقٍ غير منطقي ولا أفهمه»
ثائر غندور
يعرف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط جيداً ما الذي يُريده الفرنسيّون والأميركيّون من النظام السوري. يشعر الرجل بأن الأمور لا تتجه نحو الأفضل في لبنان. أمّا عربياً فيصرّ زعيم الاشتراكي على رفض نظريّة المؤامرة التي يرغب البعض في تبنّيها للقول بأن الولايات المتحدة صادرت الثورات.
يجلس وليد جنبلاط في منزله بين قصاصات الصحف، وأمامه نسخة من مشروع قانون الأحوال الشخصيّة المدنيّة الاختياريّة. هو يتبنّاه، «لكن سيرفضه الجميع».
تسأله عن رفض نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لهذا المشروع، يُعرب عن عدم مفاجأته بهذا الموقف، «وسيلحقه غداً السنّة والمسيحيون والدروز». برأيه، لا أحد يقبل بالتخلي عن مكتسباته، وكل واحد يُريد تقوية سلطته ضمن طائفته.
قبل الدخول في تفاصيل الملف اللبناني، يُكرّر جنبلاط دعوته الرئيس السوري بشار الأسد إلى التوجّه نحو حوار مع مختلف مكوّنات المجتمع السوري. باعتقاده، المجتمع السوري مليء بالكفاءات القادرة على تطوير هذا البلد. يُجيب زعيم الاشتراكي بالنفي لدى سؤاله عن أدائه دور وزير خارجيّة سوريا خلال زيارته فرنسا منذ أسبوع ولقائه مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للشؤون الخارجيّة دافيد ليفيت ووزير الخارجيّة الفرنسي آلان جوبيه. «كلّ ما في الأمر أنّي طلبت موعداً وقد حدّد على نحو عاجل». لا يغوص جنبلاط في تفاصيل ما جرى. الأمر حسّاس جداً. كلّ ما يقوله الرجل هو أنه أبلغ الفرنسيين أن حصار النظام وعزله لن يؤديا إلا إلى المزيد من التأزّم. كما شدّد جنبلاط على أن الرئيس الأسد يُريد الإصلاح وأنه قادر على تحقيقه. كلام جنبلاط هذا كان قبل يوم الجمعة الأخير، يوم سقط نحو خمسين قتيلاً. ويلفت جنبلاط إلى أنه كرّر الكلام عينه أمام مساعد وزيرة الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان.
وقد أسمع جنبلاط فيلتمان موقفاً واضحاً وحاسماً لناحية رفض عزل سوريا والتضييق عليها لأنّ هذا سيؤدّي إلى ضرب الاستقرار في المنطقة كلها.
وعند سؤاله عمّا يُريد الفرنسيّون، يُجيب جنبلاط بسرعة أن الإدارة الفرنسيّة تُريد وقف القمع في سوريا.
لا يرى جنبلاط أن هناك فارقاً بين الأميركيين والفرنسيين في التعاطي مع الملف السوري، وهو يعتقد بأن الطرفين لا يُريدان إسقاط النظام في دمشق، «فخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي طلب فيه من الأسد التنحي، بدأ بالدعوة إلى الإصلاح». لكن الرجل يعرف تماماً أن الإدارتين الفرنسيّة والأميركيّة تُريدان فرض عقوبات دوليّة على سوريا عبر مجلس الأمن، «لكن الموقف الروسي والصيني والبرازيلي واضح برفض هذا القرار». وعند سؤاله عن الخطوات التي يُمكن هاتين الدولتين القيام بها، يُشير جنبلاط إلى أن الحدّ الأقصى هو العقوبات الاقتصادية على سوريا وعلى رئيسها، وهي العقوبات التي أُعلنت منذ أيّام قليلة.
يُقلّ وليد جنبلاط في الحديث عن هذا الملف. الأمر حسّاس جداً، وبحسب عدد من المتابعين لهذا الموضوع، يعتقدون أن دقّة الأمر وحساسيّته تدفعان أيّاً كان إلى التعاطي مع الملف السوري بالكتمان، وخصوصاً أن كلّ كلمة ستفسّر بمئة تفسير. لكن جنبلاط أوصل ما يجب إيصاله إلى المسؤولين السوريين عبر الوزير غازي العريضي الذي زار دمشق يوم الأحد الماضي والتقى المسؤولين فيها.
من الواقع السوري إلى الملف اللبناني. يُجيب وليد جنبلاط بحسم وسرعة عن الأسئلة التي توجّه إليه في ما يتعلق بالملف الحكومي. هو يعتقد بأن الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي قدّم ما يجب تقديمه في المسلّمات السياسيّة. نقطة الخلاف ليست هنا برأيه. هو يعتقد أن «الحلفاء في حزب الله يضعون العماد ميشال عون في الواجهة ولا يُريدون تأليف الحكومة». يُفكّر بصوت عالٍ: الحكومة ضروريّة للمقاومة وضروريّة لسوريا وضروريّة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لتجاوز ما يُعانيه البلد، وخصوصاً أن أربعة مليارات من الدولارات خرجت من المصارف اللبنانيّة». لماذا لا تتألّف؟ هو لا يملك الإجابة، «فأحياناً حلفائي يُفكّرون بمنطق غير منطقي ولا أفهمه». تسأله عمّا إذا كان يشعر بندم ما؟ يُجيب بسرعة: «لا، لكن هناك صعوبة بالتفاهم».
يشعر وليد بيك بأن موسم الاصطياف بات في خطر، ما سيؤدي إلى تضرر قطاعات اقتصادية عديدة في البلد. وهو يرى بوضوح كيف تتزايد نسبة الهجرة بين الشباب اللبناني فتفقد المناطق العناصر التي يفترض أن تسهم في تنميتها.
يعود وليد جنبلاط إلى الثالث عشر من آذار. «رفعوا شعار لا لسلاح المقاومة. طيب، ما بقي منه؟ لا شيء. ما المانع من تأليف الحكومة؟». يلفت الرجل إلى صعوبة شرح الموقف للناس، «ماذا تقول لزوّارك يومي السبت والأحد، وهذا لا ينعكس على جمهوري فقط، كلّ المواطنين يُعانون، ومنهم جمهور حزب الله، ألا يقولون لهم ذلك؟». باعتقاده أن الناس باتوا بحاجة ماسّة إلى حكومة تنظر في حاجاتهم اليوميّة، «ونشكر الله على الاتفاق الذي حصل مع نقابات السائقين العموميين لخفض أسعار البنزين للسائقين».
هل يعتذر الرئيس ميقاتي أو يؤلّف حكومة أمر واقع؟ يطرد جنبلاط الفكرتين من رأسه. حكومة الأمر الواقع غير مقبولة ولا واقعيّة، «سنصبح مع حكومة تصريف أعمال تُشبه الحاليّة، ما الفائدة من ذلك؟». كذلك، يرفض الرجل ربط الأمر بما يجري في سوريا، لأن دمشق برأيه بحاجة إلى حكومة. لكنّه يُضيف إن على القوى اللبنانيّة أن تُؤلّف حكومة بغض النظر عن أي عاملٍ إقليمي، لتستطيع حماية لبنان وتأمين الاستقرار فيه.
ملفّات عديدة يضعها جنبلاط جانباً لأنّ الجمود السياسي في البلد يمنع مناقشتها وتطويرها، وخصوصاً ملفّ استنهاض الحزب الاشتراكي وإعادة بناء المنظومة الفكرية لكوادره الشبابية.
هو الخطر عينه، يراه جنبلاط أمام عينيه منذ زمن. لا يبدو أن هناك أسباباً جديدة تدفعه إلى التفاؤل.
جعجع يحذّر من «انزلاق» الوضع جنوباً
رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، سمير جعجع، أن تسارع الأوضاع السياسية في المنطقة واضطرابها لا يفترض أن يؤدّيا إلى ترك وإهمال المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، محبّذاً تأليف حكومة تكنوقراط للاهتمام بشؤون الناس، بانتظار أيام سياسية أفضل. ودعا جعجع «الوزراء المعنيين في حكومة تصريف الأعمال إلى اتخاذ كلّ التدابير اللازمة لعدم ترك الوضع الجنوبي ينزلق إلى ما لا تُحمد عُقباه».
من جهته، أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيان بعد اجتماعه الدوري أمس، «تحفظه على المادتين السادسة والسابعة من بيان القمة الروحية التي انعقدت في مقرّ البطريركية المارونية»، مستغرباً «تجاهل موقف المجلس الذي يرى أن مواجهة الاستهداف الإسرائيلي للبنان والمنطقة العربية قوة للجميع». ورأى المجلس أن التأخير في تأليف الحكومة غبر مبرر، وخاصة في ظل الظروف الصعبة والخطيرة التي يمر بها لبنان والمنطقة. وأدان المجلس محاولة ضرب الاستقرار في سوريا بهدف إخضاعها وتخليها عن المقاومة، محذراً من أن يكون لبنان منطلقاً للتآمر على سوريا.
وفي السياق، رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن «العقوبات والقرارات الأوروبية والأميركية على سوريا هي في إطار تصفية حساب تاريخي مع الشعب والقيادة السوريين، لأن هذه الدولة لم تقبل أن تخضع للابتزاز والتهويل والضغوط وأن تغيّر من سياستها، رافضاً أن يكون لبنان الساحة التي تطل منها الولايات المتحدة لمحاصرة سوريا أو لفرض عقوبات عليها. وفي الموضوع الحكومي، أشار فضل الله إلى «تجاوز العقد الأصعب، لكن بقيت تفاصيل ليست بالأساسية ولا تستأهل هدر الوقت والتأخير». الكلام نفسه تقريباً نقله رئيس المجلس العام الماروني الوزير الأسبق وديع الخازن عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كاشفاً أيضاً أن رئيس المجلس دعا إلى جلسة نيابية عامة لتعويض غياب الحكومة وتلبية حاجات الناس ومطالبهم التي لم تعد تحتمل تأجيلاً، في ظلّ تفاقم وتراكم معيشي ضاغط.
(الأخبار)

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا