×

كلمة رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد

التصنيف: سياسة

2011-05-27  06:33 م  1223

 

 

 
 
أقامت ثانوية الشعلة في بلدة الزرارية بمناسبة عيد المقاومة والتحرير احتفالاً حضره شخصيات سياسية، وممثلو الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وحشد كبير من المواطنين.
وكان لكل من إمام مسجد القدس فضيلة الشيخ ماهر حمود، ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير الأستاذ أسعد حردان، والنائب الأستاذ علي حسن خليل، ورئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، والنائب الأستاذ نواف الموسوي، وسفير الجمهورية العربية السورية الدكتور علي عبد الكريم علي ، كلمة بالمناسبة أشادت ببطولات المقاومين التي أدت إلى  تحرير لبنان وإنجاز النصر.
وقد تخلل الاحتفال أناشيد وطنية للفرقة الفنية في الثانوية،  كما أقيم معرض للصور حول المناسبة.
وكان لرئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد كلمة بالمناسبة، مما جاء فيها:
صاحب الرعاية سعادة سفير الجمهورية العربية السورية الصديق العزيز الدكتور علي عبد الكريم علي
الإخوة أسرة ثانوية الشعلة الأعزاء
الإخوة ممثلي القوى الوطنية والإسلامية المقاومة
الإخوة والأصدقاء أهالي الزرارية
أيها الإخوة والرفاق
إنه لشرف كبير لي أن أتحدث اليوم في احتفال ثانوية الشعلة بعيد المقاومة والنصر والتحرير...
إنه لشرف كبير لي أن أتحدث اليوم إلى هذا الحشد من وجوه العمل المقاوم، ومن أهالي الزرارية الذين أذاقوا قوات الاحتلال الإسرائيلي طعم الهزيمة والانكسار...
في العام 1985 اندحرت جيوش الغزو الصهيوني عن مدينة صيدا ومنطقتها، بما فيها بلدة الزرارية، كما اندحرت عن صور والنبطية بفضل سواعد المقاومين، وعمليات المقاومين، وبنادق المقاومين. كما اندحرت بفضل صمود الشعب، وكفاح الشعب، وتضحيات الشعب.
وقبل ذاك التاريخ، وفي نهاية سنة 1983، أُجبرت قوات الغزو على الانسحاب من الجبل تحت ضربات المقاومين الأبطال، بعد أن كانت قد أُجبرت على الانكفاء عن بيروت وهي تناشد أهالي بيروت بواسطة مكبرات الصوت: أوقفوا إطلاق النار، إننا منسحبون.
لقد شكلت انطلاقة المقاومة الوطنية إثر الاجتياح الصهيوني سنة 1982 الرد الوطني التاريخي على الاجتياح، كما شكلت بداية مسيرة التحرير..
انطلقت المقاومة بسبب غياب الدولة اللبنانية عن واجب الدفاع عن الوطن، وغياب أجهزتها العسكرية عن دورها الوطني. بل انطلقت المقاومة في ظل تواطؤ بعض المسؤولين في الدولة مع العدو، وسيرهم في ركابه، وتآمرهم على المقاومة، وملاحقة الاجهزة الأمنية الرسمية للمقاومين.
غير أنه على الرغم من التواطؤ والتآمر والملاحقات، واصلت المقاومة مسيرتها، وتنامى الفعل المقاوم لكي يُتوج في الخامس والعشرين من أيار سنة 2000 بتحرير القسم الأكبر من المناطق الحدودية المحتلة.
وإذ نحتفل اليوم بعيد المقاومة والتحرير فإنما نحتفل بالانتصار التاريخي الذي أحرزته المقاومة. وهو انتصار تاريخي بكل ما للكلمة من معنى، فلأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي يضطر العدو إلى الانسحاب من أرض عربية محتلة من دون قيد أو شرط.
هذا الانتصار جاء نتيجةً لتراكم الفعل المقاوم، بعد سنة 1982 وقبلها. كما جاء نتيجةً لتضحيات المقاومين من كل الانتماءات السياسية والفكرية والمناطقية، ونتيجة للاحتضان الشعبي لهؤلاء المقاومين الأبطال.
واليوم يقف المقاومون وأيديهم على الزناد استعداداً لصد أي عدوان صهيوني جديد، واستعداداً لتحرير ما تبقى من أراضٍ محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر.
هؤلاء المقاومون الذين أسقطوا خرافة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر"، وألحقوا به هزيمة نكراء في عدوانه على لبنان سنة 2006.
هؤلاء المقاومون الذين نجحوا في إحراز نصر استراتيجي على العدو، لم نشهد حتى الآن إلا قسماً من تداعياته الثورية.
فألف تحية لأبطال المقاومة الوطنية والإسلامية الذين أعادوا الثقة للأمة العربية بقدراتها. والتهنئة، كل التهنئة للشعب اللبناني والشعوب العربية بعيد المقاومة والنصر والتحرير.
وقال سعد:
التآمر على المقاومة لم يبدأ اليوم، بل بدأ منذ انطلاقتها. العدو الصهيوني ورعاته في واشنطن أعلنوا الحرب على المقاومة منذ انطلاقتها. واعتبروا العمل المقاوم عملاً تخريبياً وإرهابياً، والمقاومين مخربين وإرهابيين. وأتباع أميركا من اللبنانيين والعرب لم يتوقفوا يوماً عن التآمر على المقاومة والتضييق عليها بمختلف الوسائل.
من ضمن السياق المشار إليه تطرح بقايا قوى " 14 آذار" شعار إسقاط سلاح المقاومة بالتناغم مع ما تطرحه أميركا وإسرائيل، وتسعى للتسويق لهذا الشعار بذرائع واهية. وما التحريض الطائفي والمذهبي ، ومحاولات تفجير الفتنة إلا بهدف إشغال المقاومة وحصارِها. وما المحكمة الدولية وقرارها الاتهامي إلا لخدمة الهدف ذاتِه. غير أن الوطنيين اللبنانيين يدركون جيداً أن سلاح المقاومة هو الذي يحمي لبنان من التهديدات والأطماع الصهيونية. كما يدركون أن إسقاطه يؤدي إلى خسارة لبنان عناصر القوة التي يمتلكها، وجعله لقمة سائغة للعدو الصهيوني. لذلك فإن كل الحريصين على سيادة لبنان وعروبته واستقلاله مصممون على حماية المقاومة وسلاحِها، مهما تطلبت هذه المهمة من تضحيات، ومهما علت أصوات المنافقين والمضللين.
وأضاف سعد:
من انتصارات المقاومة في لبنان، ومن صمود غزة وانتصارها، استمدت الثورات الشعبية العربية الجرأة والإقدام والثقة بالانتصار. فاستطاعت جماهير تونس إسقاط نظام بن علي، والجماهير المصرية إسقاط حسني مبارك. وها هي الجماهير التونسية والمصرية تواصل حراكَها من أجل الكرامة الوطنية والتخلص من التبعية، ومن أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وها هي جماهير اليمن والبحرين وليبيا تطلع إلى بناء مستقبل أفضل لبلادها.
غير أن أميركا والدول الامبريالية الأخرى قد دخلت على خط الثورات العربية من أجل احتوائها وحرفِها عن مسارها. فنراها تسكت عن القمع الدموي في البحرين، وتشجع على الحرب الأهلية في اليمن وليبيا.
كما نرى الدول الامبريالية تسعى لإفشال المسار الإصلاحي الذي دعت إليه القيادة السياسية في سوريا. وتدعي هذه الدول زوراً وبهتاناً أنها مع الحرية والديمقراطية، إلا أنها في الواقع تمارس مختلف انواع الضغوط على سوريا بهدف دفعها إلى التخلي عن دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، وفك التحالف مع إيران، وتوقيع اتفاق استسلام مع إسرائيل.
غير أننا على ثقة تامة بأن سوريا التي هي شريكة في انتصارات المقاومة في لبنان، وداعمة للمقاومة في فلسطين، وقاعدة الصمود في مواجهة إسرائيل، سوريا ستنجح في الحفاظ على موقعها الصامد الممانع، كما ستنجح في تجاوز الوضع الراهن، بل تعزيز موقعها من خلال الحوار السياسي وتعزيز المسار الإصلاحي.
في لبنان تتراكم الازمات في ظل فراغ حكومي قاتل. أزمة النظام السياسي الطائفي بلغت حداً لم يعد يجدي معه الترقيع، بل بات من الملح تجاوز هذا النظام البالي، وإلغاء الطائفية وفقاً لما جاء في اتفاق الطائف، لبناء نظام جديد يقوم على المواطنة والديمقراطية.
والأزمة الاقتصادية والاجتماعية تلقي بثقلها على غالبية أبناء الشعب. البطالة، والغلاء، وانهيار الخدمات العامة، هي بعض مظاهر هذه الازمة.
التعبئة والاصطفافات الطائفية والمذهبية بلغت حداً خطيراً، والتحريض ضد المقاومة تجاوز كل حد، والتدخلات الغربية تجاوزت كل الحدود.
والفراغ الحكومي يترك الأبواب مشرعة أمام كل انواع التدخل والتأزيم والتخريب.
في مواجهة كل ذلك، من الضروري إطلاق برنامج للعمل الوطني يشكل البوصلة الهادية لمواجهة الأزمات المتفاقمة بكل أوجهها. ولا يخفى أن معركة الحفاظ على السلم الاهلي، وحماية المقاومة وسلاحها، وصيانة خاصرة سوريا في لبنان، هذه المعركة لا بد من تعزيزها من خلال الدفاع عن حق الشعب بحياة حرة كريمة، ومعالجة الازمات المعيشية التي يعاني منها أشد المعاناة.
ولا بد أيضاً من تحصينها من خلال معالجة الأزمة الخانقة للنظام السياسي الطائفي. فالأزمات المتمادية على المستويات الوطنية والسياسية والمعيشية هي أزمات مترابطة، ولا يمكن إيجاد الحلول الناجعة لأي منها إلا بطريقة متكاملة.
وختم سعد بالقول:
أكرر توجيه التهنئة بعيد المقاومة والنصر والتحرير
التحية للمقاومين الأبطال، والمجد والخلود للشهداء الأبرار
 
 
المكتب الإعلامي لرئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد
27 أيار 2011

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا