×

رحلة التضامن و التحدي

التصنيف: سياسة

2011-06-07  10:15 ص  1275

 

 

محمد مجذوب
ما حصل نهار الاحد في ذكرى  النكسة في الجنوب اللبناني 
مفصل لا كما روته بعض الصحف اللبنانية ونشرات الاخبار.
بعد مسيرة العودة التاريخية في 15 ايار الماضي
والتي جائت استجابة لإرادة الشعب العربي والصحوة التي طالما انتظرناها ضد أنظمة الذل والعار والقمع، فرأينا الشارع العربي ينتفض يصنع ثورته التي لن تقف عند أي حدود، ومن هنا كانت مسيرة العودة لتكتب صفحة جديدة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، فرأينا قوافل الشعب الفلسطيني تسير باتجاه أرضه المغتصبة منذ عقود، وكانت مسيرة مارون ملحمة كتبها أبناء هذا الشعب بدمائهم حين أرهبوا العدو بجرأتهم، بمجرد أن أتو يحملون الأعلام، ويرفعون الصوت .
حينها قرر هذا الشعب أن يعود وهذه المرة في ذكرى النكسة التي قضدت على ماتبقي من أرضه ليجدد التأكيد بأنه لن يسكت على احتلالها بعد اليوم.وكانت الصدمة بأن السلطات المعنية رفضت اعطاء الإذن بالمسيرة، لحسابات سياسية معقدة، و منع الشعب الفلسطيني من العودة لتكحيل عيونه بأرضه مرة أخرى، عند ذلك قرر بعض الشباب المهتم بالقضية الفلسطينية، بأن يسيرون الى الحدود ولو بوقفة رمزية لتؤكد بأن هذا الحق لن يسكت عنه بعد اليوم، وايمانا منّا بالقضية، وانطلاقا من عروبتنا، كان لنا شرف المشاركة ، وبعد التواصل مع المهتمين بإيصال الصوت المكتوم نيابة عن أهل الأرض الذين لا يحق لهم رؤية أرضهم الا بتصريح...، ورغم التهديدات من الجيش الاسرائيلي، والتحذيرات من الجيش اللبناني الذي أعلن الحدود منطقة عسكرية مغلقة وأعلن عن منع تجمعات في تلك المنطقة، قررنا ان نكمل المسير حتى النهاية، ونرفع العلم الفلسطيني على الحدود.
كما روت الناشطة رجاء جعفر تجمعنا صباحا، وانطلقنا، وكنا 20 شخص، وكان الإتفاق بأن نلتقي بمجموعة في صيدا، ونسير سويا، ولكن حين وصلنا الى صيدا عرفنا بأنه تم منعهم من الذهاب جنوبا بعد اكتشاف أمرهم،و انسحب اربعة اشخاص و اصبحنا 16 شخص, بقينا وحدنا، رغم ذلك أكملنا ما بدأناه، واكملنا السير الى النبطية، ومنها الى الحدود، وفي الطريق كانت تصادفنا حواجز الجيش اللبناني التي أقامها بغرض منع أمثالنا من الوصول للحدود وكان عدد الحواجز التي تخطيناها حتى الوصول الى آخر نقطة 12 حاجزا لم تمنعنا من الوصول.وصلنا الى قرية العديسة حيث قررنا أن نقف ونوصل صوتنا ورسالتنا للعدو الاسرائيلي، وللمشككين بعروبتنا ووطنيتنا ، كنا نحن، رجاء ورشا وحسين وعلي في السيارة، وقفنا على جانب الخط الحدودي ننتظر باقي الرفاق الذين ترجلوا على أقدامهم ليلحقوا بنا، وبعد قليل عرفنا منهم بأنهم منعوا من الوصول و يتم التفاوض بينهم وبين الجيش، فأدركنا حينها بأنه لو لم يتم السماح لهم بتكملة المسير سنبقى في الميدان وحدنا وبدأنا نتهيأ ونفكر بالطريقة التي سنوصل بها الرسالة والصوت. وبينما نحن نفكر، رأيناهم قادمون، كان عددهم قليل، ولكنهم كثيرون، كثيرون بصوتهم، بايمانهم، بتصميمهم، بمسيرهم والعلم الفلسطيني يتقدمهم، وشارات النصر ترفع فوق رؤوسهم، وكانوا بمرافقة الجيش، فلم نسأل عن كيفية حدوث ذلك، وفورا حملنا العلم ولبسنا الكوفيات وانضممنا اليهم، سرنا معا على محاذاة الشريط الذي يفصل بين أرض الوطن وأرض الوطن الآخر...شعورنا في تلك اللحظات من المستحيل وصفه، فرغم كل شيء ورغم العوائق، ها نحن هنا على الحدود، حتى الجيش كان مندهشا من كيفية وصولنا، وبينما نحن نسير، أمرنا الجيش بالتوقف وقالوا بأن هذا يكفي لهنا،رفضنا بالطبع، لأن لا شيء يمنعنا من تكملة سيرنا في أرضنا.كان نقاشنا معهم هادءً ولكن لهجتهم كانت قاسية، بوجه من يناقشهم، وثم فجأة قالوا لنا اننا   معتقلون وتمت محاصرتنا وأخذ بطاقاتنا الشخصية، وثم جن جنونهم عندما علموا بأنه معنا ثلاثة شبان فلسطينيون جائوا لشم عبير أرضهم، فالفلسطيني عندنا لا يحق له رؤية أرضه، وكنا و ما ذلنا مندهشين من تصرف الجيش معنا، فهذه أرضنا ويحق لنا أن نأتي اليها وفي أي وقت، ورغم ذلك كان تعاملنا ايجابيا جدا مع الجيش لأننا لم نرد أن نثير المشاكل، ولكنهم أصروا على اعتقتلنا وثم استحضروا قوات اضافية واتت سيارات مدنية عرفنا فيما بعد بأنها تعود لقيادة مخابرات الجنوب، وقرروا ان يبقونا في الطريق وتحت الشمس حتى يرحلونا الى بيروت، ولكن ما كان يعزنا بأننا في مقابل أرضنا الغالية  فلسطين، نراها وترانا، نوعدها بالعودة، وتوعدنا باستقبالنا.وثم جرت أحداث أكثر غرابة، من تحقيق وتهديد واستخدام عبارات قاسية معنا وكأننا نحن الذين ارتكبنا الذنب الأكبر، وحقق قائد المخابرات لمنطقة مرجعيون شخصيا مع رجاء وحسين، وحاول أن يعرف كيف وصلنا ومن أين أتينا، وأكثر ما كان يغيظهم اننا تخطينا حواجزهم الاثني عشر التي لم تقف عثرة في وصولنا الى حيث أردنا.و حين بدأ الاعلام بالوصول، وخوفا من فضيحتهم وخوفا من انتشار الخبر، قرروا ترحيلنا بسرعة، فأحضروا لنا باصا يصلح لكل شيء الا لان يكون وسيلة نقل، وصعدنا نحن بالسيارة،  و الرفاق في الباص اللذي احضره الجيش وكان الحماس والعنفوان يملأ قلوبنا، والاغاني والاناشيد الوطنية والثورية تهز سماء الجنوب، وعلم فلسطين يحلق على مشارف أرضه، وكنا فخورين جداً بما قمنا به، ومصرين على العودة في أقرب فرصة، الى أن يحين وقت العودة الكبرى.
 
 
 
الأشخاص اللتي شاركت بهذا التحرك
رجاء جعفر *
يارا حركة *
*رشا وهبي
*علي مرواني
*حسين مرواني
*علي فخري
*محمد بزي
*حسن عيسى
*فيفيان علاو
*عفيفة كركي
*هيام بكر
*يحي شريم
*فؤاد شمسين 
و كلهم من الجنسية اللبنانية اما الفلسطنيون اللذين شاركونا هم :
*علي كايد كايد
*اسعد ابو راشد
*لطفي الصلاح
رجاء جعفر :الاسئلة التي وجهها لي رئيس  فرع المخابرات في المنطقة كانت محورها من
س : من أين اتيتم. 
ج: من بيروت.
س:وين نمتوا بالجنوب و مين استقبلكم.
ج:لم ننام في الجنوب و اتينا من بيروت. 
س: انتوا قطعتوا على الحواجز.
ج: نعم  قطعنا على ال12 حاجز و كلهم فتشونا.
س: من وين طلعتوا من بيروت. 
ج: انو ما في 100 طريق كلها طريق واحدة. 
س: انتوا بتعرفوا بعض.
ج:طبعاً نحن اصدقاء و لن اجاوب على اي سؤال فالباص اتى و انا سانصرف. 
و انتهى الاستجواب.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا